مشادة صاخبة في الكابنيت الإسرائيلي.. والموافقة على إنشاء مناطق مساعدات جنوب غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

عقب اجتماع استمر أكثر من خمس ساعات، وافق “الكابنيت” السياسي والأمني الإسرائيلي على خطة تقضي بإنشاء مناطق مخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة، على أن تفصل هذه المناطق بين السكان المدنيين وحركة حماس، وسط خلافات حادة بين الوزراء والمسؤولين الأمنيين.
وصوّت الوزيران المتطرفان إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد إدخال أي مساعدات إنسانية إلى شمال القطاع خلال المرحلة الانتقالية، في ظل رفضهما أي إجراءات يُنظر إليها على أنها “تخفيف للضغط” على حماس.
وجاء الاجتماع عشية مغادرة وفد تفاوضي إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف مباحثات صفقة التبادل، رغم إعلان تل أبيب رفضها للتعديلات التي طرحتها حماس على الاتفاق الجزئي المقترح. كما سبق الاجتماع استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة قد تكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
“مناطق إنسانية” جنوب محور موراغ
وبحسب الخطة التي أُقرّت، من المزمع إقامة “مناطق إنسانية” جنوب محور موراغ (المعروف أيضًا باسم “فيلادلفي 2”)، وهو الموقع الذي تشير التقديرات إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى نقل سكان غزة إليه، ضمن تصوراتها لإعادة “إدارة” القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.
لكن القرار أثار قلقًا داخل المؤسسة الأمنية؛ إذ أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عن خشيته من أن تؤدي موجة نزوح جماعي نحو تلك المناطق – في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة – إلى مخاطر أمنية وعرقلة تحركات الجيش، بحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت.
خلافات داخلية وصراخ في الاجتماع
الاجتماع لم يخلُ من التوترات، حيث اندلعت مشادة كلامية حادة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان زامير، وصلت حد الصراخ، ما دفع نتنياهو للتدخل بعنف لفظي، وضرب الطاولة مطالبًا بإعادة النقاش إلى مسار “مهني وموضوعي”، وفقًا لتسريبات من داخل الجلسة.
اتهم سموتريتش وبن غفير المؤسسة العسكرية بالتخبط والتقصير في تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالسيطرة على ما نسبته 75% من أراضي قطاع غزة، ضمن العملية العسكرية الجارية تحت مسمى “عربات جدعون”.
ملف الصفقة: تفاؤل حذر رغم رفض التعديلات
في سياق متصل، اطّلع الوزراء على أحدث تطورات مفاوضات صفقة التبادل، التي تستند إلى الخطة القطرية التي سبق لإسرائيل أن وافقت عليها. ورغم إعلان تل أبيب أن رد حماس “غير مقبول”، فإن التقديرات تشير إلى أن الخلافات بين الجانبين ليست عميقة، ما يُبقي على احتمالية التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن يغادر الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة اليوم، في وقت تتوقع فيه مصادر مطلعة أن تواصل حماس استخدام استراتيجية “نعم ولكن”، بطرح مطالب إضافية ضمن مسعى لتحسين شروط الاتفاق.
نتنياهو إلى واشنطن: اختبار سياسي ودولي
على صعيد متصل، عرض نتنياهو تفاصيل خطته أمام أعضاء الكابنيت، قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، والذي قد يُعقد مساء الإثنين. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيعقب الاجتماع مؤتمر صحفي مشترك.
وكان ترامب قد رحّب برد حماس الأخير، مشيرًا إلى أن “اتفاقًا قد يكون ممكنًا خلال أسبوع”، في تصريح أثار ردود فعل داخل الأوساط السياسية في إسرائيل.
ويرى مراقبون أن نتنياهو سيُجبر على إبداء مرونة خلال المحادثات، لتفادي تحميله مسؤولية فشل المسار التفاوضي، في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر.