مصدر مطّلع: حماس تدرس المقترحات وتطالب بضمانات شاملة لوقف الحرب

تسلمت حركة “حماس”، السبت، خرائط محدثة من الوسطاء، توضح مواقع انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، في إطار جولة جديدة من المفاوضات التي تُعقد حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.

وكشف مصدر فلسطيني مطّلع أن الحركة بدأت بدراسة الخرائط ومناقشتها ضمن هيئاتها القيادية، بالتوازي مع إجراء مشاورات مع فصائل فلسطينية أخرى لتقييم الطرح.

وأوضح المصدر أن الخرائط الجديدة تُظهر استمرار سيطرة جيش الاحتلال على مناطق واسعة في القطاع، أبرزها معظم مدينة بيت حانون شمالًا، ونصف مدينة رفح جنوبًا، وبلدتي خزاعة وعبسان في محافظة خان يونس، بالإضافة إلى أجزاء كبيرة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وتشير هذه التطورات إلى أن المقترح الإسرائيلي لم يتغير كثيرًا عن الخرائط السابقة التي رفضتها “حماس”، والتي كانت تُظهر السيطرة الإسرائيلية الكاملة على بيت حانون وبيت لاهيا ورفح ومناطق واسعة من خان يونس.

وترى الحركة أن هذا الطرح يتناقض مع تفاهمات يناير/كانون الثاني 2025، التي نصّت على انسحاب إسرائيلي لمسافات تتراوح بين 390 و1100 متر داخل حدود غزة.

وكان الجانب الإسرائيلي قد عرض في وقت سابق خريطة لعملية “إعادة التموضع”، تتضمن قضم ما نسبته 40% من مساحة قطاع غزة، مع إبقاء مدينة رفح بالكامل تحت الاحتلال، في خطوة تمهّد لخطة تهجير واسعة، عبر تركيز النازحين في رفح ودفعهم نحو الهجرة إلى مصر أو البحر، بحسب ما أفادت به قناة الجزيرة.

في المقابل، أبدت “حماس” موقفًا حذرًا، وطالبت بإدخال 3 تعديلات جوهرية على المقترح الأمريكي الأخير، أهمها:

1. تقديم ضمانات واضحة لاستمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل، لا يقتصر على وقف مؤقت لإطلاق النار.
2. تسهيل وتوسيع دخول المساعدات الإنسانية وضمان إيصالها بشكل منتظم وشفاف إلى سكان القطاع، من خلال جهات موثوقة.
3. الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من مناطق داخل قطاع غزة كشرط أساسي لبدء تنفيذ أي اتفاق.

وتجري هذه المفاوضات وسط أجواء توصف بـ”التفاؤل الحذر”، في ظل تقارير إعلامية إسرائيلية تتحدث عن بعض التقدم، مقابل تمسك “حماس” بشروط أساسية تتعلق بإنهاء العدوان ووقف التهجير، واستعادة السيطرة على مناطق تمركز الاحتلال ضمن خريطة السيادة الفلسطينية.