مصطفى إبراهيم: عن ارث نتنياهو وحل الدولتي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

من يستطع في إسرائيل اقناع الملك بنيامين نتنياهو بوضع خطة اليوم التالي للحرب، ويماطل ومتمسك بموقفه باطالة امد الحرب، ويرفض، اي مقترح حتى مقايضة حل الدولتين بالتطبيع، وأعلن أنه لن يسمح بإقامة “فتحستان”.
الخطة الأميركية تعمل علبها الادارة الاميركية منذ بداية الحرب، التي تبدأ بحل في قطاع غزة وتنتهي بتطبيع إسرائيلي – سعودي.
كما رفض نتنياهو مقترحاً مصرياً قدم مؤخرا لإسرائيل يتضمن صفقة شاملة وانسحاب إسرائيلي من غزة.
يرفض لأنه لا يريد مقترحات تنهي الحرب وتظهر حماس منتصرة فيما يطالب غانتس وايزنكوت بتبني معادلة تنتج عنها صفقة تبادل أسرى وهناك اعتقاد سائد أن نتنياهو يتعمد الاهمال ولا يريد تقديم مقترحات مضادة للوسطاء.
في وقت يتم فبه تضخيم بيني غانتس وانه رجل عسكري ويدعو إلى الوحدة، وتصريحاته بعدم العمل في السياسة في زمن الحرب، وقد يكون المناسب لتولي الحكومة في حال اجريت الانتخابات في إسرائيل على اثر حصول المعسكر الوطني على نسبة عالية من الاصوات في استطلاعات الرأي.
غانتس وتجربته الفاشلة في حكومة نتنياهو في العام 2020، ولم يستطع مواجهة نتنياهو الذي تلاعب به، كما هو الحال الآن وعضويته في كابينيت الحرب ويتم اتهامه بشرعنة نتنياهو وعدم قدرته على التاثير ووقف الحرب او حتى وضع خطة اليوم التالي.
وكذلك مواقفه المتشددة في حكومة التغيير وتوجهاته اليمينية، كما أن المعسكر الوطني هو عبارة عن خليط من التوجهات السياسية، اغلبها من يمين الوسط واليمين المتطرف من اشخاص ليكودية سابقة اكثر تطرفا من نتنياهو، مثل زئيف اليكن وجدعون ساعر صاحب رؤية ارض إسرائيل الكاملة، ويرفض الاثنان اي حلول سياسية وفكرة حل الدولتين.
في الوقت نفسه يصف البعض في إسرائيل، غادي آيزنكوت على أنه رجل ممتاز، وصاحب قيم وصادق. بعد مواقفه في المجلس الوزاري الحزبي وموقفه المؤيد للافراج عن الأسرى الاسرائيليين، ومشاركته في تظاهرات ذوي الاسرى.
لكن ليس لديه الخبرة الكافية في النظام السياسي الاسرائيلي العميق والمعقد.
ويجب عدم التسرع في منح التيجان لأي شخص (تذكروا تاج غانتس)، كما يقال في إسرائيل.
في إسرائيل لا يوجد شخص واحد يستطيع مواجهة الوحش المنضبط والقاسي الذي بناه نتنياهو لنفسه وفي النظام السياسي الاسرائيلي، ونجح نتنياهو في إفراغ الليكود من قوته الداخلية وعمل على هندسة الليكود حسب رؤيته وخدمة مصالحه.
وفي ضوء هذا الواقع وما تتناوله وسائل الاعلام الاسرائيلية، أن الإدارة الأميركية تشتبه بأن نتنياهو يسعى إلى جرّها إلى حرب في إيران. وان الادارة تسمع من نتنياهو حول رؤية معينة، ومن وزير الأمن يوآف غالانت رؤية أخرى،و من عضو كابينيت الحرب بيني غانتس رؤية ثالثة، مع أنها تراهن على الاثنين في مواجهة نتنياهو.
خلق تاريخ السابع من تشرين الاول/ اكتوبر واقع جديد وكل ما يتم تناوله من خطاب الوحدة بين الاسرائيليين إلا أن ذلك استهلاك للاعلام. وأصبحت إسرائيل أكثر تشرذماً وضعفا من أي وقت مضى وفق بعض المحللين الاسرائيليين. ووضع القضية الفلسطينية على سلم اولويات العالم، وبات هناك شبه اجماع عالمي على حل القضية الفلسطينية بناء على حل الدولتين واعترف المجتمع الدولي بدولة فلسطين باعتبارها خياراً أكثر واقعية من أي وقت مضى. والعالم الان أمام اختبار حقيقي حول هذا الخيار التي تردده الادارة الاميركية منذ زمن.
لقد بنا نتنياهو خططه الإستراتيجية وقام عليها إرثه الذي عمل على تدمير اتفاقيات اوسلو ورفض اي كيان فلسطيني والقضاء على خيار حل الدولتين، وهي كانت وما زالت على رأس أهدافه الاستراتيجية، علنا وسرا. ومن الناحية العملية، تلاعب وخدع الادارة الاميركية خلال سنوات حكمه الماضية والحالية، وخطابه في جامعة بار إيلان 2009، كان خدعة. وموافقته على خطة صفقة القرن الذي وضعها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وتعمق بناء المستوطنات ووضع سقف زمني لخطة ضم الضفة الغربية وحسم الصراع، وإضعاف السلطة الفلسطينية.
بعد السابع من تشرين الاول/ اكتوبر فإن الواقع قد تغير بشكل حاد. وبدون الاعتراف بحقوق الفلسطينين بناء على الواقع الجديد، ومع احتمال ان تنتج التحركات السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي تمكنت إسرائيل من إحباطه وتأخيره لعقود من الزمن، فإن الاحتمال اصبح واقع يبدو أقرب من أي وقت مضى.
كما خطط نتنياهو قبل السابع من تشرين الاول/اكتوبر ، وتنكر وتجاوز الفلسطينيين بدعم امريكي في الاتفاق التطبيعي مع الامارات والتقدم في الاتفاق التطبيعي السعودي، وقد تم “رمي عظمة” للفلسطينيين. بعد ضمان مصر والاردن في الالتزام باتفاقيات التطبيع طويلة الامد، والان يتم اعادة العمل على خط التطبيع مع السعودية.
الواقع تغير، لكن إسرائيل ونتنياهو لم يتغيروا، والسؤال هل توجهات الادارة الاميركية حقيقية وملتزمة بإقامة دولة فلسطينية باعتبارها الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما يتم الادعاء، وموقف الادارة الامريكبة لم يتغير بوقف حرب الابادة.
إسرائيل تعيش حال من التطرف
والتخبط والخلافات والاسئلة من كثيرين فيها ماذا نريد وعدم تحقيق اهداف الحرب الإستراتيجية وفي الوقت نفسه حالة غير مفهومة مع حالة من الاجماع في حرب الابادة، ولم يتشكل بعد رأي عام اسرائيلي لوقف الحرب والاطاحة بنتنياهو، والمعارضة الاسرائيلية غير موحدة ومواقفها يمينية وضعيفة، ولا تستطيع مواجهة نتنياهو وائتلافه اليميني العنصري الفاشي.