تقارير

معاناة النزوح القسري…الهروب من الموت إلى الموت

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

منى بكر – شبكة الخامسة للأنباء – غزة

رحلةٌ شاقةٌ محفوفة بالمخاطر نقطعها للمرة الثالثة على التوالي ،نسلك طريق الموت ونحن هاربون من الموت،حزمنا الأمتعة متجهون نحو أطراف الجنوب للمرة الثالثة مقتربين من الحدود المصرية نتيجة شدة الغارات الإسرائيلية.

أقمنا الخيم هنا في المرة الأولى في مستشفى الشفاء طيلة شهر أكتوبر ثم حزمنا الأمتعة للمرة الثانية باتجاة الجنوب سيراً على الأقدام عبر الممر الآمن ومشاهد الدمار والموت هنا وهناك ،نزحنا دون طعام أو شراب باتجاه محافظة خانيونس بحثاً عن الأمن والآمان ولم نلبث شهراً إلا واشتدت الغارات الإسرائيلية بشكل جنوبي، حزمنا الأمتعةِ للمرة الثالثة واستقر حالنا في نهاية المطاف في محافظة رفح، هنا ننصب خيمتنا بجانب عشرات الآلاف من الخيم، لكل نازح قصة عنوانها الألم والجوع والدمار

في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة تهجير سكان مدينة غزة وشمالها إلى الجنوب قسراً.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

محافظة رفح رغم تعرضها لضربات الإسرائيلية إلا أنها أخر بوابة ذهب إليها النازحين.

هنا من داخل مستشفى حمد القطري والتي مازالت قيد الإنشاء حيث نزح إليها عشرات الآلاف من سكان القطاع.

تقول الحاجة أم عبدالله العطار في منتصف عمرها بعدما غادرت منزلها باتجاه المدارس” نزحت للمرة الثالثة، واستقر بنا الحال هنا عندما طلبوا منا أن نتجه إلى رفح ولكن نفس المعاناة حيث أعاني من أمراض عديدة ونعيش حياة صعبة لاماء لا كهرباء لا علاج ،أعيش في خيمة مصنوعة من نايلون رقيق ومعي أولادي وأطفالهم، شتاء وبرد وغارات أصبحت حياة الأطفال مهددة بالموت في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة”

أردفت قائلة والدمع في عينيها” تجمدنا من البرد أين نذهب القصف من جهة والمطر من جهة أخرى، حياتنا بين الموت والحياة”

وتقول الشابة أم معتصم نعيم في مقتبل عمرها بعد نزوحها من بيت حانون للمرة الرابعة”

أجلس هنا في هذه الخيمة الشفافة، وأحاول أن نطهي شيئاً أطعم به صغارنا لعله يقيهم برد الشتاء بعد غلاء الأسعار بشكل كبير، أحاول أن أحدثهم القصص والروايات عند سماع صوت الغارات والضربات الإسرائيلية لكنهم أصبحوا يعوا أصوات القصف، لاتريد شيئا نريد العودة الى بيوتنا وتنتهي هذه الحرب”

ويقول الحاج أبو محمد بلبل وهو في العقد السادس من عمره

“لايوجد مكان آمن حتى هنا برفح بنسمع صوت قصف وصوت غارات كل الأماكن مستهدفة ولايوجد مكان آمن”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى