مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مستمرة في قطر ونتنياهو يسعى للحصول على دعم حكومي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، بأن الوفد الإسرائيلي المفاوض لا يزال في قطر، في حين يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حشد الدعم داخل ائتلافه الحكومي للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين مشاركين في المفاوضات قولهم إن هناك فجوات كبيرة ما زالت قائمة بشأن تفاصيل صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.
من جانبها، نقلت القناة الـ14 عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى بنهاية جولة المحادثات الحالية، لكن الأمر قد يستغرق أسبوعين أو أكثر.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن نتنياهو قد أجرى الحسابات السياسية اللازمة للحصول على الدعم داخل حكومته لإتمام الصفقة. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو على دراية بحدود تحركاته داخل الائتلاف، لكنه يعتقد أن معارضة وزراء حزب “الصهيونية الدينية” لن تؤدي إلى انسحابهم من الحكومة، رغم صعوبة ضبط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
كما أكدت الصحيفة أن فريق التفاوض الإسرائيلي يصر على أن الصفقة ستتم على مراحل لا يمكن التراجع عنها حتى يتم إنهاء الحرب، مقابل استعادة جميع الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وفي نفس السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قوله إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته إذا انتهت حرب غزة، بسبب اعتبارات سياسية. وأضاف لبيد أن “لا شيء يمكن فعله في غزة أكثر، ويجب وقف الحرب وإعادة الرهائن”، مشددًا على ضرورة “إعادة المخطوفين من غزة بدلاً من إجراء لقاءات صحفية قد تعرقل التوصل إلى صفقة”.
من جهته، انتقد زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان تصرفات نتنياهو، مشيرًا إلى أنه يتخذ قراراته بناءً على الحفاظ على ائتلافه الحكومي، دون اكتراث بمصير الرهائن. وأضاف ليبرمان أن “صفقة شاملة يمكن أن تفضي إلى إطلاق سراح جميع المختطفين”.
وفي تصريحات أخرى متزامنة مع التحركات بشأن الصفقة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير التعاون الإقليمي قوله إنه “لن يعود الاستيطان إلى غزة”، مؤكدًا أن هذه الفكرة غير واردة. وذكر أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة الرهائن دفعة واحدة، مع ضرورة التوصل إلى صفقة شاملة، معتبراً أن الحرب يجب أن تنتهي وينبغي الانتقال بغزة إلى نموذج مشابه للضفة الغربية، مع الإصرار على السيطرة على محور فيلادلفيا.
صفقة جزئية
وبينما يستمر حراك العائلات الضاغط لإبرام صفقة تبادل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مسؤولا كبيرا أخبر عائلات الأسرى أن الأيام المقبلة حاسمة بشأن مصير أبنائها، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تذهب الآن نحو صفقة واحدة جزئية فقط.
ومع ذلك أفادت الصحيفة بأن تقديرات المسؤول الإسرائيلي -كما نقلها للعائلات- تشير إلى احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأخبر هذا المسؤول الإسرائيلي عائلات الأسرى أنه على يقين بأن الصفقة الشاملة هي الحل لكل القضايا.
تفاؤل فلسطيني
وكانت 3 فصائل فلسطينية اعتبرت أن إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى باتت أقرب من أي وقت مضى إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، في حين أشار قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن الاتفاق من الممكن أن يرى النور قبل نهاية العام إذا لم يعطله رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت حماس -في بيان أمس السبت- إن وفودا من قادتها والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحثت في القاهرة أمس مجريات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.
وقالت أيضا إن وفود الفصائل الفلسطينية الثلاثة اتفقوا على أن “إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة”.
وأضافت حماس: “اتفقنا مع قادة الجهاد والجبهة الشعبية على الاستمرار في التواصل والتنسيق حول كافة المستجدات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار”.
لا تفاهمات على قضايا جوهرية
بالمقابل، خلصت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه لم يحدث اختراق جدي في المباحثات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يفضي إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.
وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن إسرائيل لم تتلقَ قائمة بأسماء الأسرى المحتجزين الأحياء في غزة، مشيرة إلى أن هذا شرط لاستئناف المفاوضات، وفق زعمها.
بدورها، نقلت قناة “كان 11” عن مصادر إسرائيلية وأجنبية قولها إن هناك تقدما في المفاوضات، لكن لا توجد تفاهمات على القضايا الجوهرية.
وكانت تقارير إخبارية إسرائيلية تحدثت عن تحقيق “تقدم غير مسبوق” باتجاه التوصل إلى صفقة تبادل، لكنها أشارت أيضا إلى فجوات تتعلق بعدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، ومراحل تنفيذ الاتفاق المحتمل.
من جانبه، قال مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12 إن الظروف تغيرت منذ مايو/أيار الماضي وحتى ديسمبر/كانون الأول الجاري، معتقدا أنه لا يمكن التوصل حاليا إلى صفقة بسبب شروط حماس الحالية.
وفي السياق، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية -استنادا إلى مراسلها العسكري- عن أن الجيش أبلغ المستوى السياسي أنه استكمل مهمته الأساسية في قطاع غزة، ويمكن أن ينسحب في إطار صفقة، مع استعداده للعودة إلى القتال مجددا.
ووفق القناة، فإن القرار حاليا مرهون بالحكومة، محذرة في الوقت نفسه من مخاطر بقاء الجيش في غزة، حيث ستصبح القوات الإسرائيلية أهدافا للمقاتلين الفلسطينيين.