من عدسة الكاميرا إلى ذاكرة الوطن… حكاية الشهيدة الصحفية آلاء الهمص
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حكاية الشهيدة الصحفية آلاء الهمص.. إعداد: سهر دهليز
في صباح الإثنين 12 فبراير 2024، ارتقت الصحفية الفلسطينية آلاء حسن الهمص، شهيدةً هي وجنينها، متأثرة بجروحها التي أُصيبت بها جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عمها في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو الحي الذي كانت قد نزحت إليه بعد قصف منزل عائلتها في مخيم يبنا وسط المدينة.
كانت آلاء، البالغة من العمر 35 عامًا، حاملًا في شهرها السادس، وأمًا لطفل يُدعى عبد الله، الذي أصيب بجروح خطيرة في نفس الغارة.
آلاء، المولودة في السعودية عام 1989م، وتعيش في مخيم يبنا برفح عام، تنحدر من عائلة مهجرة من قرية يبنا. حصلت على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة، وعملت في عدة مؤسسات إعلامية، منها وكالة “سند” للأنباء، ومجلة “بنفسج” النسوية، ومنصة “نوى”، وقناة المسيرة.
تميزت بتغطياتها الميدانية الشجاعة، وكتاباتها التي سلطت الضوء على قضايا المرأة والعدالة الاجتماعية في ظل الحصار والحروب المتكررة على غزة.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها آلاء للقصف؛ ففي ديسمبر 2023، استُهدف منزل عائلتها، مما أدى إلى استشهاد عشرة من أفراد أسرتها، وإصابتها بكسور في العمود الفقري. ورغم معاناتها، واصلت رسالتها الصحفية، حتى استُهدفت مرة أخرى في فبراير 2024، لتلتحق بضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع.
حكاية الشهيدة الصحفية آلاء الهمص
في وداع مؤلم، رثت شيرين عوض صديقتها الصحفية الشهيدة آلاء الهمص بكلمات تختصر صداقة عمر تجاوزت 18 عامًا، قائلة: “لم تكن آلاء مجرد صديقة، بل كانت الأخت والسند ورفيقة الروح… علاقتنا كانت كالعين واليد، تتألمان معًا وتُجبران بعضهما. كانت مصدر راحتي وأماني، صادقة في وعدها، نقية القلب، صديقة لا تغيّرها الأيام ولا المسافات، وتُحب الخير للجميع“.
وأضافت: “كنتِ جنة في الأرض، وصعدتِ إلى جنة السماء… رحيلك موجع يا آلاء، فقدتُ صوتك الذي كان يرافقني كل يوم، ورفيقتي في الغربة والحياة. وفقدك بتر جزءًا من روحي… لكن عزائي أنكِ وذووكِ شهداء، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. لا تليق بكِ إلا الشهادة والجنة… إلى اللقاء يا حبيبة القلب”.
برحيل آلاء، فقدت غزة صوتًا نسويًا شجاعًا لم ترهبه الطائرات ولا التهديدات. كانت الصحافة سلاحها، وقضية شعبها نبضها، فلم تكن مجرد صحفية، بل قصة مقاومة وصوتًا لا يزال حيًا بين السطور.
“الصحافة لم تكن مهنة، بل شهادة حقيقية على نبض الأرض وألم الناس… هكذا عاشت، وهكذا رحلت”.