نتنياهو يبحث “الخطة ب” بعد تعثر مفاوضات الأسرى.. والوسطاء يحذرون من الانهيار
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

دخلت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس مرحلة حرجة، وسط تصعيد في الخطاب السياسي وتهديدات أمريكية، بينما تواصل مصر وقطر، الوسيطتان الرئيسيتان، بذل الجهود لتفادي انهيار المحادثات.
في موقف غير مسبوق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “إنهاء مهمة حماس والقضاء عليها”، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود. هذا التصريح أثار تساؤلات حول ما إذا كان يعكس تحولًا استراتيجيًا في الموقف الأميركي، أو أنه مجرد ورقة ضغط جديدة على الحركة لدفعها إلى تقديم تنازلات.
طوال الأشهر الستة الماضية، منح ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساحة كاملة للتحرك عسكريًا وسياسيًا في غزة، بما في ذلك حرية التصعيد الميداني والتفاوض على الاتفاق بشروطه. ورغم محاولات الدفع باتجاه تسوية جزئية وتحسين الوضع الإنساني، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال من وجهة نظر واشنطن وتل أبيب.
فشل مزدوج في الحرب والمساعدات
وبحسب تقرير للقناة 12 العبرية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة أخفقتا في تحقيق أهدافهما: غزة دُمرت بالكامل، حماس ما زالت صامدة، ولم يتم الإفراج عن أي أسير إسرائيلي باستثناء عيدان ألكسندر، الذي أُطلق سراحه بعد مفاوضات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، جرت خلف ظهر إسرائيل.
كما فشل مشروع إنشاء صندوق مساعدات إنسانية لتوزيع الغذاء، وسط تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني في القطاع. وأدت المجاعة إلى وفاة أكثر من 100 شخص، معظمهم من الأطفال، ما تسبب في انتقادات دولية شديدة، حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية، وعمّق من عزلتهما السياسية في هذه القضية.
رسائل متضاربة ومخاوف من التصعيد
ورغم التصعيد في اللهجة الأميركية، حاولت كل من مصر وقطر طمأنة الأطراف، وأكدتا في بيان مشترك أنه “تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات”، وأن تعليق المحادثات الحالي هو إجراء طبيعي في مثل هذا النوع من الملفات المعقدة. ودعتا إلى عدم التعليق على التسريبات الإعلامية، فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أيضًا وجود مؤشرات على استمرار التقدم.
في المقابل، حملت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية موقفًا حذرًا، وأيدت عودة الوفد المفاوض، ليس لإيصال رسالة صدامية، بل للحفاظ على خيط تفاوضي قائم. وقال نيتسان ألون، مسؤول ملف الأسرى والمفقودين: “الاقتراح الذي قدمته حماس لا يلبّي المرونة الإسرائيلية، وبالتالي لا يسمح بالتوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي”.
نتنياهو يلوّح بالخطة البديلة
وفي ظل حالة الغموض، عقد رئيس الوزراء نتنياهو اجتماعًا للكابنيت الأمني، وناقش “بدائل إعادة الرهائن”، في حال انهيار المسار التفاوضي. وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي خلال الاجتماع أن الجيش يواجه خيارين فقط: إما احتلال القطاع بالكامل – على حساب حياة الرهائن، أو استمرار الوضع القائم والضغط طويل الأمد على حماس.
ونقلت القناة 12 عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هناك إدراكًا متبادلًا لدى الطرفين، حماس وإسرائيل، بأهمية التوصل إلى اتفاق، إلا أن التصريحات الأخيرة لترامب تحمل إشارات إلى احتمالية تهيئة الرأي العام لعودة القتال، حتى ولو جاء ذلك على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين.