هناك فرصة لوقف الحرب على غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
كتب: فراس ياغي
نعم هناك فرصة حقيقية نحو صفقة شاملة وفق جداول زمنية تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة وفقا للنموذج اللبناني بحيث يكون هناك تفاهمات أمريكية اسرائيلية جانبية تعطي فيها الادارة الأمريكية الحق لإسرائيل للتحرك عسكريا وأمنيا داخل القطاع لإحباط اي محاولة لخرق الإتفاق المزمع التوصل إليه، وبحيث يجري الإنسحاب من قطاع غزة تدريجيا وخلال ستين يوما، ولكن هناك ايضا عوائق موجودة بفعل الواقع وبفعل متطلبات إسرائيلية سياسية وامنية يجب العمل على حلها وسحبها لأن تصبح ذرائع تعرقل الصفقة وهي كالتالي:
أولاـ طبيعة الحكم الذي سيقود مرحلة ما بعد الحرب على غزة بحيث يتم فيه مراعاة الشرط الإسرائيلي “لا حماس ولا عباس”، لذلك جاء مقترح لجنة الإسناد المجتمعي
ثانيا- محور نتساريم الذي تبلغ مساحته 40 كم٢، أكبر من تل ابيب، والإنسحاب الشامل منه تدريجيا، لكن كما يبدو إسرائيل تريد وضع ترتيبات خاصة تبقي على تواجد فيه للإستمرار المراقبة
ثالثا- محور صلاح الدين “فلاديلفي” ومعبر رفح، ويبدو أن إعادة التموضع في محور صلاح الدين “فلاديلفي” سيكون مؤقت وضمن فترة زمنيه يعقبه إنسحاب كامل، اما معبر رفح فصيغة عام 2005 يبدو هي التي ستسود.
رابعاـ المنطقة العازلة..واضح أن الإسرائيلي سيبقى هناك، ولا اعتقد في المدى المنظور سيتم الإنسحاب منها، لكن سيكون هناك ترتيبات خاصة مستقبلية
خامساـ تبادل الأسرى ووجود فيتو إسرائيلي على بعض الاسماء، وأعتقد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” في حكومة الإئتلاف غير قادر على تمرير الافراج عن نوعية من الأسرى، ولكن ممكن تسوية ذلك، اذا كان هناك إغراءات من الرئيس “ترامب” ستقنع بالحد الادنى “سموتريتش” لعدم الإنسحاب من الإئتلاف، وهذه الإغراءات ستكون في الضفة
اخيرا، هناك زخم وهناك تحرك جدي لعقد صفقة، وهناك جهود كبيرة لتذليل العقبات، وهذا كله نابع من وجود مؤشرات حاسمة في هذا الإتجاه، وهذه تشمل التالي:
أولاـ ادارة الرئيس “ترامب” تتوافق مع إدارة الرئيس “بايدن” على إنهاء الحرب في غزة بشكل نهائي، ووفقا لمتطلبات امنية إسرائيلية، تفاهم عليها وزير الشؤون الإستراتيجية “دريمر” مع إدارة الرئيس “ترامب”، تتعلق بورقة تفاهمات جانبية تعطي الحق لإسرائيل في التدخل العسكري في غزة وتكون مشابه لورقة التفاهمات حول لبنان
ثانيا- معطى الحبهة الثامنة “الجبهة الداخلية في إسرائيل”، وتخوف رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” من وجود مؤامرة لعزله من رئاسة الحكومة كونه متهم بقضايا الفساد والرشوة وعدم الإئتمان وخيانة الأمانة، وهو يريد التفرغ لمواجهة هذه الجبهة، لذلك يريد استمالة الداخل وتخفيف الضغط عليه في قضية الاسرى عبر الصفقة الممكنة
ثالثاـ هناك توجه جدي لتوجيه ضربة لِ “إيران”، فبعد القضاء على المقاومة في “غزة”، وإضعاف قدرات المقاومة في “لبنان”، وتدمير الجسد “سوريا” الذي يصل بين الراس والأطراف، جاء الوقت لتدمير كامل وشامل لمحور المقاومة “محور الشر كما يسميه نتنباهو” عبر توجيه ضربة لرأس المحور، وهذا يتم تنسيقه مع الولايات المتحدة الامريكية، وما حدث في “سوريا” كان بالنسبة لدولة إسرائيل الجائزة الكبرى ومن شقين، أحدهما هو تدمير كل القدرات الإستراتيجية العسكرية للدولة السورية التي كان وفق إعتقادهم سيتم استخدامها في الحرب الكبرى “حرب القيامة”، والثاني هو تفتيت محور المقاومة وفصل ساحاته عن بعضها البعض عبر التواصل الجغرافي او عبر الاتفاقيات الموقعة لوقف إطلاق النار
قبل عشرة أيام، كتبت حول الصفقة وقلت “تفاؤلوا فصفقة تبادل الأسرى ممكنة التحقيق”، واليوم نزيد جرعة التفاؤل ونقول الصفقة قاب قوسين او ادنى، خاصة ان كل الخيارات اصبحت محدودة، وإنتهت كل المناورات الممكنة التي كان يستخدمها “نتنياهو” لإفشال اي صفقة، كما أن التحضير للقيام بضربة لتدمير المفاعلات النووية والإستراتيجية في إيران، يتطلب إطفاء حريق “غزة”، وكما يبدو فهو شرط أمريكي للتعاون والمشاركة في الضربة القادمة، لذلك الصفقة ممكنة التحقيق، وهناك فرصة لوقف الحرب على “غزة”