وسائل التواصل الاجتماعي تكشف حقيقة المجاعة في غزة وتفضح جريمة الاحتلال
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

وسائل التواصل الاجتماعي تكشف حقيقة المجاعة.. وسط تصاعد التحذيرات الأممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة رئيسية لكشف ملامح المجاعة، وتوثيق جريمة التجويع المتعمد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني إنسان.
الباحث والمختص في الإعلام الرقمي طاهر أبو زيد قال: “السوشيال ميديا لعبت دورًا حاسمًا في فضح جرائم الاحتلال، حيث تحول المواطن الغزي إلى مراسل يوثق الجوع بالصوت والصورة. هذا الحضور الرقمي الكثيف أجبر الإعلام العالمي على التفاعل، وتصدرت مأساة غزة المنصات من خلال وسوم مثل #غزة_تموت_جوعًا #StarvingGaza و #GazaFamine”.
وأضاف أبو زيد في تصريح خاص له لشبكة الخامسة للأنباء: أن مقاطع الفيديو والصور القادمة من غزة تكسر الحصار الإعلامي، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، في وقت يكتفي فيه كثير من القادة بالتصريحات دون تحرك فعلي لوقف الكارثة.
وأشار إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى نافذة للعالم على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، رغم التعتيم الإعلامي والحصار الخانق، مؤكدًا أنه مع تفشي المجاعة، برز دور “السوشيال ميديا” في فضح جريمة التجويع الممنهج التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
معطيات خطيرة تكشف حجم الكارثة:
– أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية والدوائية ما زالت محتجزة عند المعابر بفعل القيود الإسرائيلية.
– متوسط ما يحصل عليه المواطن الغزي لا يتجاوز 1,400 سعرة حرارية يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة (2,300 سعرة حرارية).
– ارتفاع غير مسبوق في وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود.
وأكد “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC) أن غزة دخلت رسميًا مرحلة المجاعة، وهي الحالة الأولى المعلنة في المنطقة منذ عقود. ووفق التقديرات الأممية، فإن اكثر من 500 ألف شخص يعيشون بالفعل في ظروف مجاعة، بينما يُتوقع أن يتجاوز العدد 641 ألفًا مع نهاية سبتمبر، إذا استمرت القيود المفروضة على دخول المساعدات.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 132 ألف طفل دون الخامسة معرضون لخطر الوفاة بسبب سوء التغذية، بينما تم توثيق أكثر من 12 ألف حالة من سوء التغذية الحاد خلال يوليو فقط.
من جانبها، وصفت منظمة “أنقذوا الأطفال” الوضع بأنه “تجويع في وضح النهار”، وقالت إن صور الأطفال المصابين بالهزال الشديد تعيد للأذهان مشاهد المجاعات في إفريقيا في القرن الماضي. أما “هيومن رايتس ووتش” ومنظمات حقوقية أخرى فاعتبرت أن استخدام التجويع كسلاح يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وسط هذا الواقع القاتم، أثبتت تجربة غزة أن الحقيقة لا تُحاصر. فقد استطاع المواطنون، بهواتفهم وكاميراتهم، توثيق الجوع والموت بالصورة والصوت، متحدّين محاولات الاحتلال طمس الحقيقة. وسرعان ما تصدرت وسوم مثل #GazaFamine و#StarvingGaza قوائم الترند العالمي، لتتحول المجاعة من كارثة محاصَرة إلى قضية رأي عام دولي.
و أجبرت هذه الشهادات الحيّة من قلب المعاناة المنظمات الأممية والحقوقية على الاعتراف بجريمة التجويع، وأثبتت أن الإعلام البديل قادر على كشف المستور، حين يعجز العالم الرسمي عن قول الحقيقة.