شبكة الخامسة للأنباء - غزة
تقرير خاص – محمد وشاح:
يوم الأرض الفلسطيني هي ذكرى يحييها الفلسطينين في الوطن والشتات، ويوافق الثلاثين من آذار/مارس من كل عام، يعود هذا اليوم إلى عام 1976 عندما أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن نيتها الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الجليل والنقب.
وفي هذا اليوم، انتفض الفلسطينيون وأعلنوا الإضراب العام ، وتصدى لهم جيش الاحتلال الصهيوني بكل وحشية وعنف، مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين المنتفضين.
يهدف يوم الأرض الفلسطيني إلى إحياء الذكرى والتذكير بالحقوق الفلسطينية المشروعة والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على أرضه وممتلكاته، وللتأكيد على حقهم في العودة إلى ديارهم وتحريرها من الاحتلال الصهيوني الغاشم.
ردود الأفعال الفلسطينية
ترافق قرار المصادرة مع إعلان حظر للتجوال على قرى سخنين و عرابة و دير حنا وطرعان وطمرة وكابول من الساعة 5 مساء يوم 29 مارس / آذار 1976 لكن السكان تجاهلوا القرار وخرجوا للإحتجاج استجابة لدعوة لجنة الدفاع عن الأراضي.
واقتحم جيش الاحتلال وقواته الشرطية، تلك القرى وامتدت المواجهات إلى الطيبة وأم الفحم وطوان.
حصيلة مظاهرات يوم الأرض
استشهاد ستة فلسطينيين، وجرح وإعتقال المئات، وتراجع حكومة إسحق رابين بالمقابل عن قرار المصادرة.
من هم شهداء يوم الأرض ؟
“عرابة” خير أحمد ياسين 23 سنة.
“سخنين” خديجة قاسم شواهنة 23 سنة، ورجا حسين أبو رية 23 سنة، خضر عيد محمود خلايلة 30 سنة.
“كفر كنا”محسن حسن سيد طه 15 سنة.
“مخيم نور شمس” رأفت على زهدي 21 سنة.
جذور راسخة في الإنتماء للأرض
يبدي الشعب الفلسطيني قدرة رهيبة على التمسك بأرضه وحرصاً استثنائياً على البقاء فيها رغم كل جرائم الاحتلال ضده.
حيث أنه قبل قيام دولة الاحتلال كان 75% من الفلسطينيين يحصلون على عيشهم من أرضهم ، وظلت تلعب دوراً هاماً في حياة قرابة ال 156 ألفاً من العرب الفلسطينيين الذين بقوا في أراضي الداخل المحتل ما أصبحت تسمى “إسرائيل”. إلى جانب كونها مصدراً هاماً لإنتمائهم للمكان.
ولا يزال المواطن الفلسطيني يُحدث نفسه عن ثباته بأرضه، حتى ولو خذلته الظروف واشتد عليه الواقع ظلما، فلم يعد يرى بصيص الأمل، لكنه يبقى يحاول مع كل فرصة، ولن يرضخ مهما تكالبت عليه الدول والأمم.
مدى التأثير على فلسطيني الداخل المُحتل
تعتبر انتفاضة يوم الأرض، الأولى من نوعها لفلسطينيي 48 منذ إنشاء الكيان الصهيوني، عام 1948، وقد قوبلت بتضامن واسع من فلسطينيي الضفة والشتات والعرب عموما انطلاقاً من مبدأ التمسك بالأرض ورفض انتقالها لليهود.
وتأتي الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني في ظل استمرارية إنتهاكات قوات الاحتلال للحقوق الفلسطينية، بما في ذلك سياسة الإستيطان والحصار الخانق على قطاع غزة، والتمييز العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المُحتل.
ولذلك، فإن يوم الأرض الفلسطيني يشكل فرصة لإعادة تفعيل الدعوة إلى المجتمع الدولي للتصديق للاحتلال الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.