رياض سيف: الى متى سيبقى الدم الفلسطيني يسفك بالمجان؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
لم يمر يوم دون أن نقرأ عن اسير او شهيد او مجزرة يقوم بها الكيان المحتل ضد ابناء شعبنا بداع او بغير داع سوى لممارسة رغبة القتل والتنكيل التي تربى عليها جيل كامل في دولة المحتل , وكأننا هنود حمر نصلح للصيد والقنص دون رادع او استنكار من أي جهة عربية او أجنبية كانت , حتى أن من يتشدقون بحقوق الانسان والغيرة على حق الانسانية بالعيش بسلام يصمتون صمت القبور , بينما لو سقطت نعجة داخل الكيان المحتل على يد فلسطيني , قامت الدنيا ولم تقعد منددة بالارهاب الفلسطيني والضرر الذي أصاب المحتل نتيجة تلك الواقعه . ومع هذا كله ورغم امتثالنا لكل القرارات الدولية والا نسانية والاخلاقية , وصمتنا على المصائب والتحلي بالصبر لعل وعسى يأتي أمر الله بحلٍ يخلصنا من هذا الوباء والبلاء الذي نعانيه من تقييد حريتنا وانتهاك حرماتنا وقطع ارزاقنا والنيل من وجودنا نبقى ابداً في نظر المحتل مدانيين كوننا نعيش على أرض يدعون انها أرضهم بدعوى تاريخيه مزيفة ابتدعها سارقي الارض ومغتصبي الوطن حتى اذا ما رفعنا برؤسنا في وجه الاحتلال لنقول كلمة رافضة بحق ما نعانيه من عبودية لو نزلت على جبل لخر من هول المصاب زادت نقمتهم وجرائمهم ولا رادع . وعلى رأي احد جزاري الاحتلال متباكياً على الفلسطينيين واسف لحالهم حين قال ( انا زعلان على الفلسطينيين لانهم بضطرونا لقتلهم ).
في مناهجهم التعليمية يصورون كل عربي بأبشع الصور , ومن ضمن عبادتهم قتل العربي حلال ( فالعربي الجيد هو العربي الميت ).
وفي تدريباتهم لاطفالهم يرسمون صوراً بلباس عربية , والطفل المميز هو من يصيب ببندقيته رأس الصورة او القلب منها . تماما يتم تربيتهم كما تربي داعش مجرميها على القتل واراقة الدماء لافرق .
حين كنا صغاراً كنا نعتقد بالاشاعة القائلة أن اليهودي يفطر على خبز معجوناً بدم اطفال العرب , وحين كبرنا أدركنا أن الامر أكبر وأخطر من هذه الشائعة البلهاء . وتأكدنا أن الاسرائيليين عقيدتهم تقوم على القتل لمجرد القتل لافرق بين امرأة وطفل , وبين شاب وكهل , فكل رأس عربي مطلوب , حتى الدواب والشجر والحجر لايسلم من ساديتهم المطلقة .
وكما لم نسلم من أذاهم وكراهيتهم لم يسلم حتى من مد ايديهم من العرب للسلام معهم من ممارساتهم الكريهه وسلوكهم الذي تخطى كل حدود . ولنا في ما صرحت به وزيرة السياحة الاردنية السابقه مها الخطيب عبرة فيما يخططون له حين قالت ( إن معاهدة السلام هي من سمحت للإسرائيليين بالدخول إلى الاردن وزيارة مقام النبي هارون، بينما منعت الأردنيين من دخول فلسطين .
واضافت الخطيب تعليقا على الطقوس اليهودية التي اداها مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في البترا، انها خلال توليها وزارة السياحة حاولت بكل صلاحياتها أن تضع حدا لوقاحتهم عندما منعت الصهاينة من ادخال ملابسهم الدينية كونهم يأتون لإقامة صلوات عند مقام النبي هارون.
وبينت أن حينها أعلن وكلاء السياحة الاسرائيلين الإضراب وقام سفير الاحتلال بتقديم شكوى ضدها للحكومة، فقامت برفع رسوم دخولهم للبتراء كونهم لا ينفقون فلساً واحداً فيها ويتركون لنا مخلفاتهم.
واشارت الخطيب الى أن موقع النبي هارون ليس موقعاً دينياً إنما هو موقع أثري. .
كما أكدت مشاهدة كثير من الاسرائيليين يدفنون قطعا تبدو اثرية عليها كتابات عبرية في مواقع عدة مثل وادي بن حمّاد في الكرك وفي البترا وفي طبقة فحل..
وقالت، “قبضنا عليهم بالجرم المشهود“.
وعلقت على هذه المشاهدات بأن الفكر التوسعي الصهيوني لا حدود له، قائلة “هم يريدون إقناع العالم بأن أي مكان مروا منه ولو لليلتين في غابر الأزمان هو من حقهم. أما نحن فمحرّم علينا ذكر تاريخ وجودنا والذي سبقهم بآلاف السنين. الفكر الصهيوني مؤدلج تماماً بالدين والدين بالنسبة لهم حجة للتوسع .
يظنون انهم من عرق فوق عرق البشر ويمارسون ابشع ما في خلق الله من منكرات ضد الانسانيه , ويفترضون انهم انما بذلك يفلحون . وما دروا أن كل ما يمارسونه هو نتيجة لخوفهم ورعبهم , والتاريخ يخبرنا أن كل ما يفعلونه وما فعله اقوام كثير من قبلهم سيرتد عليهم لأن الحجر والشجر والارض ترفضهم , وأن قدر الله أت لا محالة .