مقالات الخامسة

أيام حسم: مراوحة متفجرة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: إسرائيل ستتورط اذا لم يتحقق حل سريع. فالمراوحة في المكان منهكة وتجعل الأمور قابلة للتفجر ).

كانت هذه عطلة نهاية أسبوع محملة بشؤون غزة. انساني، مخطوفون، توبيخات، مداولات – كل شيء كان فيها، باستثناء تقدم حقيقي في الحرب ضد حماس.

بطبيعة الأحوال، أساس الانتباه تركز على قضية الـ 134 مخطوفا المحتجزين في غزة، احياء واموات. إسرائيل أعلنت حتى الان عن 34 مخطوفا ممن هم ليسوا بين الاحياء وجثامينهم محتجزة في غزة (الجندي ايتي حن كان آخرهم). لكن التقديرات هي ان العدد اكثر بكثير وان نحو 50 – 60 من بين المخطوفين ماتوا في اثناء اختطافهم في 7 أكتوبر او في وجودهم في الاسر – بسبب التردي في حالة جراحهم، الامراض، هجمات الجيش الإسرائيلي، او قتلوا بالنار على ايدي آسريهم.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

رئيس الموساد دادي برنياع سيسافر الى قطر في محاولة للدفع قدما في المفاوضات. الفجوة بين الطرفين لا تزال واسعة، ومن المتوقع ان تتركز في ثلاثة مسائل أساسية. الأولى – عدد السجناء الذين سيتحررون مقابل الإسرائيليين المحررين. حماس تطالب بزيادة المفتاح، الذي كان في الجولة السابقة ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل مخطوف إسرائيلي. ويتركز طلبها على خمس مجندات محتجزات في الاسر، وطلبها هو أن تحرر إسرائيل 50 سجينا على كل واحدة منهن، منهم 30 سجين ثقيل، 20 منهم ادينوا بالقتل (ممن لهم “دم على الايدي”) و 10 آخرين حكموا لفترات سجن طويلة.

المسألة الثانية – هي هوية المحررين. حماس تطالب بان تقرر بنفسها قائمة الـ 150 قاتلا ثقيلا سيتحررون، على أمل أن تحرر منذ الان من السجن كبار سجنائها. اما إسرائيل فستعارض ذلك بشدة ليس فقط على خلفية هوية المحررين والقلق من إمكانية ان يعودوا فورا الى اعمال الإرهاب بل وأيضا خوفا من أن يخفض الامر دافع حماس لان تنفذ صفقات أخرى لاحقا او يشجعها على أن تطرح في المستقبل شارة ثمن مستحيلة. تجربة الماضي من صفقة شاليط تفيد بانه من المعقول ان يوجد حل في هذه المسألة في خليط يدمج بين مطالب الطرفين، وان كان هذا يحتاج الى وقت لان المسيرة ستستوجب جدالات واقرارات تفصيلية لكل سجين فلسطيني يتحرر. هذه المسألة هي أيضا ذات قابلية تفجر سياسي عالية جدا على خلفية معارضة أحزاب اليمين في الحكومة لتحرير قتلة.

المسألة الثالثة – هي طلب حماس السماح لسكان شمال القطاع بالعودة الى بيوتهم منذ الان، وفي المرحلة التالية – التي ستتضمن تحرير باقي المخطوفين الإسرائيليين بمن فيهم الشبان من دون سن 50 وجنود – ووقف تام للحرب. إسرائيل تعارض هذا الطلب تماما ومعقول ان يوجد حل وسط يسمح الان بعودة جزء فقط من السكان (أساسا شبان، نساء وشيوخ)، بينما الخلاف حول وقف الحرب سيؤجل الى وقت لاحق.

تخوف من واشنطن

التقدير هو أنه سيحتاج الامر أسبوع على الأقل، وربما اكثر الى أن يكون ممكنا توفير الموافقات التي تسمح بتنفيذ الصفقة، التي ستؤدي الى 42 يوما من وقف النار. في هذه الفترة يمكن للجيش ان ينعش قواته ويصلح آلياته ويستعد أيضا للمرحلة التالية من الحرب – في رفح أساسا. رئيس الوزراء نتنياهو قال اول امس في جلسة الكابينت انه يقر مخططات العملية لرفح فأثار غضب بعض الوزراء الذين سبق ان سمعوا منه نصوصا مشابهة في الماضي دون ان تؤدي الى أي عملية على الأرض.

في الشهرين الأخيرين عرض الجيش الإسرائيلي بضعة مخططات لعملية في المدينة لم تقر بعد. والسبب الأساس في ذلك كان تخوف نتنياهو من غضب الإدارة في واشنطن، وكذا من أزمة مع مصر. محافل مطلعة على الموضوع ادعت بالمقابل ان المشكلة هي في التردد الدائم من جانب نتنياهو. على حد قولهم، فان مصر ستسمح بالعملية طالما لم ينقل اللاجئون الفلسطينيون الى أراضيها، والحل مع واشنطن بسيط: تسريع المساعدات الإنسانية للسكان الغزيين كـ “بطارية” لمواصلة الاعمال.

امس انضمت المانيا الى الدول التي تنزل المساعدات الى سكان القطاع، وبالتوازي وصلت الى غزة سفينة المساعدات الأولى التي اطلقتها منظمة الإغاثة World Central Kitchen (WCK) من قبرص. وحرس الجيش الإسرائيلي انزال حمولة السفينة التي نقلت الى غزة وجبات ومنتجات غذائية أساسية ومعلبات – لكن ليس واضحا بعد كيف ستوزع المساعدات، خوفا من أن تقع في ايدي حماس او تسلب. في هذا السياق أيضا يشتد النقد على نتنياهو الذي يؤجل كل انشغال بمسألة اليوم التالي. وتصف المحافل طلبه العثور على محافل محلية تتسلم مسؤولية مدنية في القطاع بانه “منقطع عن الواقع”، لان بزعمهم لا توجد محافل كهذه لها ما يكفي من القوة لمواجهة حماس. وأعربت هذه المحافل عن تخوفها من أنه اذا لم يتوفر حل سريع فستتورط إسرائيل في عدة أوجه بالتوازي: مع الولايات المتحدة التي ستقيدها عمليا عن العملية في رفح (بما في ذلك في مسألة المساعدات الأمنية)، وفي جوانب السيطرة على الأرض – غياب جهة تحكم غزة سيلزم إسرائيل في اتخاذ سياسة الاحتلال فيها والا فان حماس ستنهض وتعود للحكم في القطاع.

هذه الخلافات الإسرائيلية الداخلية ترافق عمل الجيش الإسرائيلي الذي انخفض نطاقه جدا في ظل غياب قرار حول رفح. في خانيونس لا تزال مستمرة العملية المركزة (أساسا في محاولة للوصول الى يحيى السنوار) وتنفذ اجتياحات في شمال القطاع أيضا لمنع إعادة بناء حماس في المناطق التي سبق أن عمل الجيش الإسرائيلي فيها، لكن استكمال الحسم سيتأجل اغلب الظن الى ما بعد استكمال صفقة المخطوفين والوصول الى تفاهمات مع الأمريكيين.
زمن المراوحة هذا يعتبره الجيش قابلا للتفجر. وهو سيطرح بالتأكيد في المحادثات التي سيجريها رئيس الأركان هرتسي هليفي اليوم مع القيادة العملياتية للجيش من رتبة عميد فما فوق. كما سيتناول هليفي أيضا موضوع قائد فرقة 98 العميد غولدفوس الذي وبخه بشدة يوم الجمعة في اعقاب النقد الذي وجهه للمستوى السياسي. رئيس الأركان يعتقد ان غولدفوس خلط بين ما هو مسموح للضباط ان يفعلوه ويقولوه في الديمقراطية وان كونه ضابطا متميزا لا يمنحه امتيازا. سيطلب هليفي من الضابطية العليا ان تبدي مسؤولية زائدة بالذات في الفترة الحالية التي يخيل فيها أن الخطاب الجماهيري يتصاعد مرة أخرى وفي أحيان كثيرة يضع الجيش الإسرائيلي في مركزه.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى