
غزة بين الحصار والمجاعة والفوضى الأمنية – الخامسة للأنباء – تقريرخاص
يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية والأمنية. تتوالى التحذيرات من منظمات دولية ومؤسسات رسمية فلسطينية بشأن تداعيات إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
الحصار وإغلاق المعابر – سياسة تجويع ممنهجة
منذ أكثر من 60 يومًا، تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على قطاع غزة، مانعة دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة هو “الأسوأ على الأرجح” منذ اندلاع الحرب، مشيرة إلى أن مرور أكثر من شهر ونصف دون السماح بدخول أي إمدادات يمثل أطول فترة توقف للإمداد حتى الآن.
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أطلقت نداءً عاجلًا للمؤسسات الدولية، محذرة من أن استمرار الحصار وقطع الإمدادات الأساسية عن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة ينذر بمجاعة غير مسبوقة ويمثل جريمة ضد الإنسانية.
تفاقم الوضع الإنساني – نقص حاد في الغذاء والدواء
الوضع الإنساني في غزة يتدهور مع مرور كل ساعة، حيث نفدت مخزونات الغذاء لدى منظمات الإغاثة الأساسية، وبدأت بعض أنواع الأدوية بالنفاد، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.
برنامج الأغذية العالمي أشار إلى أن إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار، حيث ارتفع سعر غاز الطهي هذا الشهر بنسبة تصل إلى 200% مقارنة بشهر فبراير، وأصبح متاحًا فقط في السوق السوداء.
منظمة اليونيسف حذرت من أن كميات كبيرة من الإمدادات الأساسية عالقة على بعد عشرات الكيلومترات فقط خارج القطاع، بما في ذلك 20 جهاز تنفس صناعي لوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة وأكثر من 180 ألف جرعة من اللقاحات الروتينية الأساسية للأطفال، كافية لتطعيم وحماية 60 ألف طفل دون سن الثانية بشكل كامل.
انهيار النظام الصحي – المستشفيات خارج الخدمة
أشارت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إلى أن 90% من المستشفيات باتت خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، مما أدى إلى توقف عمليات جراحية حرجة، وأكثر من 10,000 مريض بالسرطان يواجهون الموت بسبب انقطاع العلاجات الكيماوية، وفق تقارير وزارة الصحة.
كما يواجه حديثو الولادة في الحاضنات خطر الموت الفوري في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر أجهزة الإنعاش اللازمة، ونقص المعدات الطبية يعيق علاج آلاف المصابين بجروح الحرب، ويتركهم عرضة للمضاعفات والالتهابات القاتلة.
الفلتان الأمني – استغلال الفوضى وغياب القانون
في ظل الحصار والاستهداف الإسرائيلي المتواصل، تشهد غزة حالة من الفلتان الأمني، حيث استغلت فئات خارجة عن القانون الوضع لتنفيذ اعتداءات وعمليات سطو.
وزارة الداخلية في غزة أعلنت أن فئة “خارجة عن القانون” استغلت استهداف إسرائيل للمنظومة الأمنية، ونفذت اعتداءات شملت التهجم على مواطنين والسطو على محال وممتلكات عامة وخاصة.
كما أكدت الوزارة أن “الاستهداف المتكرر من قبل الاحتلال للمنظومة الأمنية والشرطية لن يثنينا عن القيام بواجبنا في خدمة أبناء شعبنا وحفظ أمنهم ومقدراتهم”.
غزة بين الحصار والمجاعة والفوضى الأمنية..
نداءات دولية لرفع الحصار وإنقاذ غزة
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان دعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدة أن كل دقيقة تأخير في التدخل تعرض مزيدًا من الأرواح البريئة للخطر، ومعتبرة أن التحرك الفوري بات واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا.
كما طالبت الهيئة بتشكيل لجنة دولية مستقلة لمراقبة المعابر وضمان تدفق المواد الغذائية والطبية والوقود، ووقف ازدواجية المعايير في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية، وإحالة ملف الحصار إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة حرب.
الوضع في غزة يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تفاقم المجاعة والفلتان الأمني في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر. تتطلب هذه الأوضاع تدخلًا دوليًا عاجلًا لفتح المعابر وتوفير المساعدات الإنسانية، وضمان حماية المدنيين وإنهاء معاناتهم