الرئيسيةتقارير

في يوم الجريح.. آلة القتل الإسرائيلية ما زالت تمعن في سفك دماء الفلسطينيين منذ النكبة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – تقرير محمّد الذّهبي ونادين عثمان: 

يُصادف اليوم الاثنين، الثالث عشر من آذار، الذكرى الخامسة والخمسين لـ يوم الجريح الفلسطيني.

وتُنظّم في مختلف محافظات الوطن والشتات بهذا اليوم، العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية الوطنية؛ وفاءً للجرحى وتقديراً لتضحياتهم ولمعاناتهم المتواصلة، وتذكيرًا للعالم بجرائم الاحتلال.

وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد أصدر مرسوماً رئاسياً في مثل هذا اليوم من سنة 1968، يقضي بتحديد يوم الثالث عشر من آذار من كل عام يوماً للجريح الفلسطيني.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وجاء المرسوم الرئاسي لاحقًا لإنشاء “مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى” عام 1965، كإحدى مؤسسات منظمة التحرير؛ لترعى أسر الشهداء وتتابع شؤون الجرحى؛ تقديرًا لدورهم الرائد في مسيرة الثورة الفلسطينية.

ويمثل الجرحى الشاهد الحي على بشاعة الاحتلال وانتهاكاته لكل الشرائع والقوانين الدولية باستخدامه القوة المفرطة والأسلحة المحرمة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في كل ساحات المواجهة عبر مسيرته النضالية، والتي خلفت مئات آلاف الجرحى.

وتعرض بعض الجرحى للإصابة أكثر من مرة، ليرتقي شهيدًا أو ليصارع الألم من جديد؛ وبعضهم وقع في الأسر لتتضاعف المعاناة.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي المئات من الجرحى الذين يعانون آثار وجود رصاصات في أجسادهم، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى التي تنتهجها إدارات سجون الاحتلال.

إحصائيات

ورصد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، خلال الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” خلال الفترة (1987- 1993) نحو 130,000 جريح فلسطيني.

في حين بلغ عدد جرحى هبة النفق التي استمرت ثلاثة أيام (25-26-27) من شهر سبتمبر عام 1996 نحو 1600 جريح؛ وبلغ عدد جرحى الانتفاضة الثانية “الأقصى” 29 سبتمبر 2000 – 31 ديسمبر 2008 نحو 35,099 جريحًا.

وفي العدوان على قطاع غزة خلال سنة 2008 و2012 و2014 و2021، وصل عدد المصابين وفقاً لوزارة الصحة 5450 جريح.

أما بالعدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2012، قدّر عدد الجرحى بنحو 1526 جريحًا، و11 ألف جريح في عدوان 2014.

وفي العدوان الأخير بمايو 2021 بلغ عدد الجرحى حوالي 1500 فلسطيني في غزة والضفة والقدس.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الجرحى خلال سنة 2017 نحو 8300 جريح، منهم 5400 عقب الإعلان الصادر عن الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

بينما بلغ عدد الجرحى في قطاع غزة 9520 جريحاً منذ انطلاق مسيرات العودة في أواخر مارس 2018، وحتى أواخر يوليو من نفس السنة، تلى ذلك 1900 جريحاً أصيبوا خلال عدوان 2021 على غزة، وفي 2022 سقط نحو عشرة آلاف جريح في أحداث متفرقة.

قضية وطنية بامتياز

وأكدت حركة حماس في الذكرى الـ55 ليوم الجريح الفلسطيني، أن قضية الجرحى قضية وطنية بامتياز لا يمكن نسيانها أو تجاوزها، وأن دماءهم لن تضيع هدرًا.

وأكد زاهر جبارين، رئيس مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس، على أنه من حقّ جرحانا جميعاً الحصول على حقوقهم الكاملة دون نقص أو تمييز، قائلاً “كلّهم أبناء الوطن، وكلّهم قدَّموا وضحّوا من أجل فلسطين”.

فتح في عنق الزجاجة.. بانتظار المنتصر والمخلص

وتابع “مع ذكرى يوم الجريح ما زال جرحانا الميامين يسطّرون أنموذجًا فريدًا من الصمود والتحدي والإصرار على الثبات في طريق المقاومة والنضال والتمسّك بالحقوق والثوابت، فهم وإنْ فقدوا قطعاً من أجسادهم، لكنَّهم لم يفقدوا حبّهم للأرض وفي القلب منها القدس والأقصى؛ حيث جاد أكثر من ربع مليون جريح بدمائهم من أجل فلسطين، تخضبت أرضها بدمهم الطاهر، فأنبتت زهراً للحرية، وتنوَّعت جراحاتهم وآلامهم، لكنَّهم لم ييأسوا من استكمال مسيرتهم النضالية”.

وأكمل “نجدّد العهد مع جرحانا الأبطال في يومهم الوطني، بأن نبقى الأوفياء لهم، كما أننا سنمضي معهم على درب المقاومة الشاملة، حتى انتزاع حقوقنا المشروعة كاملة، ودحر الاحتلال عن أرضنا”.

دماء الجرحى والشهداء لن تضيع سدى

وأضاف “إن دماء الجرحى والشهداء لن تضيع سدى، بل ستزهر في أرض التحرير، ولن يفلح المحتل المجرم من الإفلات من المحاكمة على الجرائم التي اقترفها ويقترفها في كلّ يوم بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني على امتداد ساحات الوطن”.

وتوجهت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، في ذكرى يوم الجريح، بالتحية إلى جرحانا البواسل والأسرى الجرحى الذين يُقدرون بالمئات داخل السجون، ويشكلون حالة فريدة في التضحية والصبر على الأسر والجراح.

وقالت “لا تخلوا سجون الاحتلال من الأسرى الجرحى الذين يواجهون معاناة مضاعفة متمثلة في الأسر والجرح، ولايتورع الاحتلال عن ممارسة الإهمال الطبي بحقهم بل واستغلال جراحهم لانتزاع اعترافات منهم أثناء فترات التحقيق كما حدث مع مئات الأسرى الذين اعتقلوا وهم مصابون بجراح مختلفة”.

ونوهت الوزارة إلى وضع الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص، حيث قالت “الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص نموذج لأصعب الحالات داخل السجون، والتي اعتقلت وهي مصابة بحروق بنسبة تصل إلى 70% من جسدها، إضافة إلى 6 أسيرات اعتقلن وهن مصابات بجروح ولازالت معاناتهن قائمة”.

وشددت حركة الجهاد الإسلامي، على أن يوم الجريح الفلسطيني هو مناسبة لتجديد التأكيد على استمرار طريق التضحية والقتال، حتى دحر الاحتلال عن أرضنا والانعتاق من ظلم يخيم على مقدساتنا ويكتم أنفاسنا بدعم وتأييد مطلق من قوى الشر في العالم.

وأوضحت في بيانٍ لها، أن يوم الجريح الفلسطيني يأتي تكريماً وتقديراً للجرحى الذين أصيبوا بنيران الاحتلال الصهيوني وهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة وينشدون الحرية والخلاص من المحتل.

مناسبة لتذكير العالم ببطش الاحتلال

وأكدت على أن يوم الجريح الفلسطيني هو مناسبة لتذكير العالم بفئة من شعبنا، وقع عليهم ظلم الاحتلال وبطشه الذي لم يسلم منه صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة، دون ذنب اقترفوه، سوى أنهم رفضوا حياة يتحكم فيها محتل بغيض، أغلق عليهم كل منافذ الحرية، وأوغل في دمائهم وتنكر لحقوقهم.

وأضافت “من واجبنا الديني والوطني والإنساني أن نقف جميعاً لجانب الجرحى، وكذلك مساندتهم ودعم صمودهم، وتوفير مقومات الحياة الكريمة التي يستحقونها، كاملة غير منقوصة”.

وحيت الجهاد، جرحى شعبنا، الذين أصبحوا أيقونات للتضحية والصمود على مدار سنوات الصراع مع العدو الصهيوني، منوهةً إلى أنهم الشهود على الدماء النازفة في فلسطين.

وأكدت حركة فتح في بيانٍ تلقت الخامسة للأنباء نسخةً منه، على أهمية هذا اليوم لشعبنا الفلسطيني العظيم وكافة الشعوب الحرة.

أهمية يوم الجريح الفلسطيني

وأوضحت أهمية هذا اليوم لما يمثله من دور رائد ومميز للجرحى الأبطال عبر مسيرة العطاء والبناء والحرية، وما قدموه من أعضائهم وأجسادهم دفاعاً عن حقوق شعبهم ووطنهم، مشيرةً إلى أن ذلك سيبقى خالداً في ذاكرة شعبنا الفلسطيني وشاهد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تركب كل يوم بحق شعبنا منذ 75 سنة.

ولفتت فتح إلى أهمية المقاومة الشعبية وتطوير أدواتها في مواجهة انفلات قطعان المستوطنين من عقالهم وممارساتهم الإرهابية الوحشية بحماية قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا الصامد في القدس والمحافظات الشمالية.

أكثر من ربع مليون جريح رووا أرض فلسطين الطاهرة بدمائهم منذ النكبة سنة 1948م، في ظروفٍ منافية لكافة القيم والأعراف الدولية، بل وخارجة عن حدود الإنسانية، لكي يثبت الاحتلال الإسرائيلي في كل قطرة دمٍ أراقها بآلة بطشه العسكرية، للعالم أجمع أنه قائم على السادية والعنصرية بشهيةٍ مفتوحة لسفك الدماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى