هآرتس: الجيش الإسرائيلي فقد أعصابه وبدأ يتفاخر بعدد القتلى
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة
في نهاية آذار، عقب سلسلة عمليات، بدأ جيش الشرطة بعملية “كاسر الأمواج” التي اقتحم فيها المدن الفلسطينية بهدف الاعتقال والمس بمشبوهين بتنفيذ عمليات إرهابية.
حسب تقارير الأمم المتحدة، فإنه منذ بداية العملية وحتى نهاية أيلول، قتل في الضفة على يد إسرائيل 74 فلسطينياً. ومن أجل عدم التعامل مع أرقام القتل على أنها أمور مفهومة ضمناً، سيكون من الصحيح مقارنتها مع عملية “أهمية الساعة”، التي عمل فيها الجيش منذ تشرين الأول 2015 وحتى آذار 2016 على قمع “انتفاضة الأفراد”، ومهاجمة الفلسطينيين للإسرائيليين في 2015 التي لم يتم نسبها لأي تنظيم.
شبيهاً بنموذج العمل الحالي، كان الرد الأولي للجيش هجومياً: اقتحامات للمناطق التي خرج منها منفذو العمليات. ولكن قائد فرقة “يهودا والسامرة”، العميد ليئور كرميلي، أعلن بأنها “فشل ملموس إلى حين قررنا وقف هذه المهمة الهجومية بعد بضعة أيام”. أدرك الجيش بأن أسلوبه لا يناسب التعامل مع هجمات غير منظمة، واستنتج -حسب أقوال كرميلي- بأن “القتلى الفلسطينيين” في أعمال خرق النظام هم الوقود الأكثر أهمية لمواصلة الاشتعال. الامتناع عن ذلك يعد أحد الدروس الأهم من الانتفاضات السابقة.
لذلك، تم تصميم سياسة لضبط الحرائق. قائد المنطقة، روني نوما، تفاخر بأنه قد “تم تعزيز قدرة المواجهة لدى الجندي عن طريق استخدام القوة التكتيكية من أجل تحييد نشاط منفذ العملية بدون قتله… من أجل تقليص عدد الجنازات التي تتحول إلى استعراض لتماهي الجمهور. أيد رئيس الأركان، غادي آيزنكوت، هذه السياسة ودعا إلى ضبط النفس، رغم أن معظم الوزراء ضغطوا، حسب قوله، لاستخدام القبضة الحديدية، ولكن تم صدهم من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون. في نهاية المطاف، تم منع اندلاع انتفاضة ثالثة. هذا لا يعني أن القيادة العسكرية كانت محبة للسلام، لكنها أدركت قيود استخدام القوة.
لم يبق شيء من هذه المقاربة المنضبطة. ففي ظل صدمة قضية اليئور أزاريا، بدأ الجيش نفسه بالتفاخر بعدد القتلى. استبدال آيزنكوت بافيف كوخافي أعطى لذلك تعبيراً رمزياً بواسطة مفهوم “القدرة على القتل”، وتحويل القتل إلى مؤشر على النجاح. ازدياد تأثير اليمين على الحكومة بعد عزل نتنياهو والانتقاد للتخلي عن الجنود شجع في نهاية 2021 على التخفيف من أوامر فتح النار، الذي سمح بإطلاق النار على راشقي الحجارة ومن يلقون الزجاجات الحارقة حتى بعد فعل ذلك.
مأسوراً بيد المستوطنين أكثر من ذي قبل، سلم جيش الشرطة بتصعيد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين. تلاشت الحكمة في ضبط النفس. يمكن الحصول على مؤشر لليد الخفيفة على الزناد من تحليلات تقارير “بتسيلم”، التي ترتكز بشكل جزئي على تصريحات المتحدث بلسان الجيش وتعرض ظروف القتل.
سأكتفي بمؤشر واحد يتعلق بقتل راشقي الحجارة (باستثناء حالات قال فيها الجيش بأن القتيل استخدم وسائل أخرى)، أي حالات تمكن فيها الجنود من الرد بدون القتل. من بين الـ 142 قتيلاً في عملية “أهمية الساعة” فإن 7 قتلوا بعد رشق الحجارة، أي 5 في المئة. أما في عملية “كاسر الأمواج” فالحديث يدور عن 9 من بين 47 حالة نشرتها “بتسيلم” حتى نهاية تموز، أي 20 في المئة. في هذه الظروف زادت احتمالية توسيع المواجهات حتى القيام بعملية واسعة ومليئة بسفك الدماء، وربما حتى انهيار السلطة.
سلوك الجيش يعزز الاستنتاج بأن الفرق بين الفترات لا يكمن في القيادة فقط، بل أيضاً في جدول الأعمال، الذي يسعى لضم زاحف في الضفة، ومنطقة “ج” أولاً، مع تنحية خيار استئناف المحادثات. هذا هو التفسير الأكثر منطقية لدمج العنف المبادر إليه، الذي يجب على القيادة معرفة إلى أين سيؤدي، مع الجمود السياسي.
هآرتس – بقلم: يغيل ليفي