تقارير

أصحابُ الهمم ،، إبداعات تقهر الإعاقة وتعلو القمم

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – روان الرنتيسي:

يُصادف الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1992، ويهدف هذا اليوم لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضاياهم وحقوقهم، والعمل على إدماجهم في جميع جوانب المجتمع، وزيادة فهم الإعاقة باعتبارها جزءاً من حال الإنسان، فسيعاني معظم الأفراد من إعاقة مؤقتة أو دائمة في وقت معين من حياتهم، وعلى الرغم من ذلك، هناك عدد قليل من البلدان التي تتوافر فيها آليات كافية لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة على وجه تام، وتعدُّ دولة فلسطين من البلدان التي ترتفع فيها نسبة ذوي الحاجات الخاصة، مقارنة بحجم سكانها؛ ويعود السبب في ذلك إلى الإجراءات التعسفية التي يمارسها المحتل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ويُصنف ذوي الإعاقة إلى: ” المعاقون جسديًا ومنهم المُقعدون، والأقزام، ومبتوري الأطراف والمصابين بشلل الأطفال والشلل الدماغي وغيرهم، والمعاقون حسيًا وهم المعاقون سمعيًا وبصريًا، والمعاقون ذهنيًا ممن لديهم نقص في الذكاء عن المستوى الطبيعي، والمعاقون أكاديميًا وهم ذوي صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، والمعاقون تواصليًا وهم ذوي عيوب النطق والتخاطب والكلام، والمعاقون سلوكيًا ممن لديهم تشتت في الانتباه ونشاط زائد وتوحد، بالإضافة إلى متعددي الإعاقة وهم الذين لديهم أكثر من إعاقة.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة أكثر من مليار شخص، أي حوالي 15% من سكان العالم من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.

⭕الإعاقة في فلسطين

أظهرت النتائج النهائية لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 إلى أن عدد السكان الفلسطينيين ذوي الإعاقة في فلسطين بلغ 92,710 فردًا، منهم 44,570 فردًا في الضفة الغربية، و48,140 في قطاع غزة.

وبين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة الأفراد الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل في العام 2017 بفلسطين بلغت حوالي 6%، مع تباين بسيط بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتعذر تحديث الإحصائية بسبب افتقار قطاع غزة للعديد من الإمكانيات في ظل وجود الحصار، أما بالنظر إلى تعريف الإعاقة (لا يستطيع كليًا وصعوبة كبيرة)، فقد بلغت نسبة الأفراد ذوي الإعاقة في فلسطين 2% من مجمل السكان الفلسطينيين، بواقع حوالي 2% في الضفة الغربية، و3% في قطاع غزة.

وتعتبر الإعاقة الحركية الأكثر انتشارا بين البالغين، بينما إعاقة التواصل والحركة هي الأكثر انتشارًا بين الأطفال، وأشار الإحصاء في بياناته إلى أنه في العام 2017، 1.1% من الأفراد في فلسطين لديهم اعاقة حركية وهي تشكل الإعاقة الأكثر انتشارا بين الإعاقات، ويعاني البالغون بشكل أساسي من الإعاقة الحركية بواقع 1.7%،

⭕الاحتلال سبب في زيادة نسب الإعاقة

ساهم الاحتلال في رفع هذه النسبة نتيجة إفراط الاحتلال الإسرائيلي في استخدام القوة بكل أشكالها ضد أبناء الشعب الفلسطيني؛ فقد استخدم الرصاص الحي المعدني والمطاطي، وابتكر سياسة تكسير العظام؛ ما أدى إلى إضافة نحو عشرة آلاف شاب إلى صفوف المعاقين، فيما تشكل إعاقة التواصل وإعاقة الحركة النسبة الأعلى عند الأطفال بنحو 0.4% لكل منهما.

⭕متطلبات ذوي الإعاقة في فلسطين

▪︎في مجال النقل والمواصلات

على الدولة تخصيص عدد معين من سيارات الأجرة الخاصة والتي تلائم متطلبات واحتياجات ذوي الإعاقة، مع مراعاة أن فئة المصابين بالشلل والعجز الجسدي تواجه صعوبة بالغة في فتح أبواب السيارات عامة ويجب مراعاة ذلك في سيارات النقل العام والخاص وتسهيل ذلك لهم، مع تخصيص أماكن خاصة لمواقف السيارات الخاصة بجميع الإعاقات، بالإضافة إلى وضع تنبيهات صوتية ومرئية على إشارات المرور وأماكن عبور المنشأة، إلا أن قلة الإمكانيات الموجودة في فلسطين وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، تحول دون تقديم أدنى الاحتياجات اللازمة لذوي الإعاقة.

▪︎في المباني والشوارع:

يتم استخدام الرموز الدولية الخاصة بالمعاقين للوصول إلى مختلف المرافق العامة والشوارع بوجه عام، مع مراعاة تخصيص مساكن مؤهلة وفقًا لمعايير خاصة بهم وتأجيرها لهم بأسعار رمزية، مع تخصيص أماكن خاصة بالمعاقين في جميع المرافق الحكومية والخاصة لإنهاء إجراءات معاملاتهم دون تعب، بالإضافة إلى تجهيز الحمامات والمصاعد الخاصة بهم، وتوفير مداخل المباني والأرصفة والممرات المنحدرات أو الأسطح المائلة لتسهيل عبور ذوي الإعاقة باستخدام الكراسي المتحركة، لكن في قطاع غزة تجد القليل من الأماكن المخصصة لذوي الإعاقة نظرًا لافتقار البنية التحتية لوجود أماكن تلائم تواجد ذوي الإعاقة، وقد تسبب الحصار والاحتلال في تفاقم المشكلة.

▪︎في مجال الصحة:

يمكن تحقيق قدر معين من الصحة النفسية للشخص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأنه يصاب بالاضطرابات النفسية المختلفة الناتجة عن وجود الإعاقة، مثل الوحدة النفسية والقلق والاكتئاب والتي تنتج عن عزلته عن الجماعة وخوفه من الاندماج معهم، وتشجيع ذوي الإعاقة على المشاركة الإيجابية في الأعمال المجتمعية، وممارسة كافة أنواع الهوايات التي تناسب الحالة الصحية الخاصة بهم، كما زاد الاحتلال من وجود أعداد كبيرة من ذوي الإعاقة في قطاع غزة بسبب الحروب والغارات التي يشنها على القطاع بين الحين والآخر، وغياب تطبيق قانون الأشخاص ذوي الإعاقة الفلسطيني، رغم مرور أكثر من 20 عامًا على صدوره.

▪︎في مجال التعليم:

من خلال تصميم البيئات والأماكن التعليمية المناسبة، وتوفير مصادر التعلم المتعددة، وتحديثها، من خلال توفير المواد والوسائل والمصادر التعليمية والأجهزة والتجهيزات المطلوبة لاستخدام تلك المصادر، وإنشاء إدارة متخصصة للمتابعة والتقويم، وتوفير التدريب لذوي الإعاقة في كافة المجالات، مع تطوير الكادر الأكاديمي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا المعلومات.

⭕قصص نجاح لأصحاب الهمم

ومن أبرز قصص نجاح ذوي الإعاقة الشاب “غانم المفتاح”، والذي خطف الأنظار في افتتاح كأس العالم، فهو شاب مصاب بمتلازمة التّراجع الذّيلي الذي يعتبر من الأمراض النادرة والعيوب الخلقية التي يحدث فيها غياب العجز والعصعص مع تشوهات للفقرات القطنية ويؤثر على نمو الجسم، وسبب ولادته بهذا العجز هو إصابة والدته بمرض السكري أثناء حملها به، و يعتبر الفتى معجزة وأصبح مؤثراً بشكل كبير على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الحياة الطبيعية، حيث استطاع تجاوز مرحلة إثارة العاطفة والشفقة لدى الآخرين بعدما استثار التحدي والنشاط لهم، وأصبح علامة مميزة للنجاح وتخطي العقبات والصعاب في الحياة، وتم تسميته بسفير النوايا الحسنة من قبل مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا، واختير من قبل مركز قطر للمال ليكون السفير الدعائي للمركز، رغم مرضه وإعاقته إلا أنه مستمراً في مسيرته الجامعية لتخصص العلوم السياسية ليصبح سفيراً في المستقبل رغم الإعاقة، كما يستطيع ممارسة الرياضات المختلفة مثل الغوص والتزلج على الألواح وتسلق الصخور، وتعلم كيفية التغلب على العقبات التي يمكن أن تتواجد في حياته وهو ما ساهم بكونه شخص ملهم وايجابي.

وأدى استمرار الحصار الإسرائيلي غير القانوني، المفروض على قطاع غزة منذ 15 عاماً، إلى استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، وزيادة أعداد المعاقين وهو ما انعكس سلباً على أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم، الذين باتوا يعانون نقصاً شديداً في خدمات التأهيل والرعاية الاجتماعية، والخدمات الصحية والخدمات التعليمية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى