طوفان الأقصىمقالات الخامسة

في أبعاد عملية الاحتلال في رفح

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بقلم :-محسن أبو رمضان

لان نتمياهو ل مصلحة مباشرة شخصية وسياسية فهو يريد إطالة أمد العدوان لأطول فترة ممكنة .
قام نتياهو بتضخيم موضوع رفح مكرراً أن النصر المطلق يكمن باستكمال العدوان على رفح محاولا اقناع العالم والجمهور الداخلي لديه أن ذلك سيقضي على الكتائب الأربعة التابعة لحركة حماس وشبكات الأنفاق على حد قوله.

تم ذلك بعد فشله في تحقيق الأهداف الثلاثة المعلنة في بداية العدوان وهي القضاء على حماس واستعادة الرهائن وجعل قطاع غزة مكان غير مهدد لدولة الاحتلال.

فشل الأهداف المعلنة جعله يبحث عن صورة نصر عبر تنفيذ العملية العسكرية البرية في رفح .

تزامنت عملية الاحتلال في رفح مع زيادة الضغوطات الدولية لتحقيق هدنة مستدامة وصفقة تبادل أسرى.

أراد نتياهو أن يسحب البساط من تحت أقدام حماس والمقاومة عبر البدء بشن عملية عسكرية في رفح مدعياً أن مطالب حماس غير واقعية وتتنافى مع مطالب دولة الاحتلال.

لم يهتم نتياهو بردود الفعل الدولية التي جميعها نددت بالعدوان وحذرت من مخاطر حدوث كارثة إنسانية بها حيث تكدس حوالي مليون وثلاثمائة ألف إنسان بها نزحوا من مناطق عدة تحت خطر القصف الاحتلالي .

لم يكترث نتياهو أيضا من رد الفعل الأمريكي أيضا وإن كان ناعماً ولكنه يعكس اختلافا بالتكتتيك .

طالبت الإدارة الأمريكية تحضير خطة إجلاء للمدنين لتجنيبهم مزيدًا من الكوارث وهذا لم يتم الأمر الذي جعلها تعيد التأكيد على معارضتها للعملية البرية دون هذة الخطة الواضحة كما جعلها تتخذ خطوات أكثر عملية وإن كانت غير كافية عبر تعليق ارسال شحنات أسلحة لقنابل هجومية شديدة الانفجار الأمر الذي ازعج نتنياهو وقادة الاحتلال وكذلك أوساط الايباك واللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة.

تزامن العدوان مع نضج الصفقة وموافقة حماس عليها أربك حسابات نتنياهو مما دفعه لاتخاذ قرار شن العملية العسكرية البرية في رفح .
أراد نتياهو إعادة ترتيب الأولويات لتصبح الأولوية تكمن بأن تكون العملية محدودة وليست واسعة وأن يتم تقليص استهداف المدنين وكذلك استمرارية تدفق المساعدات الإنسانية وعدم احتلال معبر رفح لمدة طويلة وهذا ما انعكس بالتصريحات الامريكية ما بعد عملية رفح.

تغير النقاش الآن من وقف العدوان وإن جاء بصيغة هدوء مستدام وتحقيق صفقة تبادل أسرى إلى مستقبل معبر رفح ومدى العملية إن كانت محدودة أم واسعة وتدفق المساعدات .

تهدف عملية رفح لتحقيق أهداف تكتيكية تضمن صورة نصر لنتنياهو في ظل اخفاق تحقيق أهدافه المعلنة كما تهدف لتحقيق أهداف استراتيجية وخاصة من خلال احتلال معبر رفح .

يعمل نتياهو لتنفيذ خطته لليوم التالي والتي أعلنها قبل أشهر من الآن .

تقضي خطتخ إلى السيطرة الاحتلالية الكاملة على المعابر البرية للقطاع وفصل الشمال عن الجنوب من خلال مستوطنة نتيتساريم السابقة وتحويلها لنقطة ارتكاز أمنية كما تهدف إلى اقتطاع منطقة عازلة على الحدود الشرقية والشمالية من القطاع بمساحة 16%من مساحته.

يرمي نتنياهو إلى إعادة ترتيب الحكم الإداري للقطاع بما يعيد إنتاج ظاهرة روابط القرى عبر تشكيل إدارة مدنية تابعة للاحتلال خارج إطار حماس وفتح حيث أعلن بالعديد من التصريحات عن رفضه لحماسستان او لفتحستان .

يأتي تأسيس الميناء العائم بالتفاهم الواضح مع الإدارة الأمريكية وبهدف السيطرة البحرية أيضا على البحر ومحتوياته وتحديدًا الغاز وكذلك لدفع الفلسطينين للنزوح عبره بعد أن تم القضاء على مقومات الحياة الإنسانية بالقطاع بسبب العدوان الهمجي وإن كان سيأخذ شكل الهجرة الطوعية أو القسرية .

وعليه فنتنياهو يعمل على تنفيذ الأهداف غير المعلنة وهي الأهداف الحقيقة والتي تكمن بقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين في إطار التطهير العرقي والابادة الجماعية كما يهدف إلى إعادة السيطرة الاستعمارية على القطاع والتحكم في مبناه الخارجي والداخلي أيضا.
أعتقد بأن نتنياهو لن ينجح بتحقيق أهدافه وسيغرق جيش الاحتلال في رمال القطاع من جديد .

سيؤدي وجود جيش الاحتلال في غزة لمدة طويلة حيث صرح الناطق بلسان الجيش أن العدوان سيستمر لسنة من الآن إلى زيادة اللحمة الداخلية وتصعيد أشكال المقاومة والكفاح الوطني في مواجهة مشروع الاحتلال الاقتلاعي والاحلالي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى