تقاريرثابت

في الذكرى ال23 لاندلاعها.. انتفاضة الأقصى ..مراحل نضالية انطلقت بالحجر وانتهت الصاروخ

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء -تقرير خاص -نادين عثمان

23 عاماَ مرت على أبرز الأحداث على الساحة الفلسطينية، والذي تعتبر من أكبر وأشرس المراحل الثورية التي امتدت في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والتي تطور فيها العمل المقاوم من الحجر والمقلاع حتى الهاون والصاروخ.

في مثل هذا اليوم وتحديداً في 28-9-2000 انطلقت الشرارة الأولى لإنتفاضة الأقصى ،جاء ذلك عقب اقتحام المجرم أرئييل شارون، برفقة قطعان من المستوطنين وجنود الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، ضارباً بعرض الحائط التحذيرات الفلسطينية التي وجهتها القيادة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات والتي حذر فيها من اشتعال المنطقة في حال اقتحم المجرم شارون باحات الأقصى.

أسباب اندلاع انتفاضة الأقصى ؟

في صبيحة يوم الخميس 27 سبتمبر/أيلول عام 2000م، اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية أرييل شارون المسجد الأقصى بحماية الآلاف من جنود الاحتلال، وبموافقة كاملة من حكومة الاحتلال في ذلك الوقت لتكون الشرارة الأولى لاندلاع الإنتفاضة الثانية , والتي عُرفت فيما بعد باسم “انتفاضة الأقصى” بعد أن دعمها وتبناها الرئيس الشهيد ياسر عرفات في ذلك الوقت

فيما قد كان دور كبير للحصار السياسي والعسكري الذي كان يحاصر منظمة التحرير الفلسطينية خارج البلاد والتضييق الذي يحيط بالفلسطينيين في الداخل منذ عشرون عام، في إشعال فتيل النضال الذي أخذ صورا جديدة وتأسس على قواعد جديدة، حيث أصبحت إمكانية التحرير من الداخل شيئا حتمياً، خصوصاً أن الكفاح المسلح من الحدود المجاورة بات يواجه صعوبات كثيرة ما ولد لدى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الوعي بأن لهم دورا في النضال باعتبارهم أكثر قدرة على التحرك.

الاختلاف في المواجهة بين الانتفاضة الأولى والثانية

الانتفاضة الثانية تميزت بكثرة نقاط المواجهات مع جيش الاحتلال وتعدد الوسائل والمشاركة الشعبية الأوسع وانخراط الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية منذ اللحظات الأولى حيث تصاعدت في تلك الآونة وتيرة الأحداث بين الطرفين فنفذت الفصائل العديد من العمليات الاستشهادية داخل المدن والمستوطنات الإسرائيلية , واستهداف النقاط الأمنية والمطاعم والحافلات والتي تسبب بمقتل مئات الإسرائيليين.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أبرز أحداث الإنتفاضة

▪︎30/9/2000 اغتيال الطفل الفلسطيني محمد جمال الدرة بعد أن حاصرته نيران الاحتلال بين يدي أبيه وأمام كاميرات التلفاز وذلك الوقت وثق مصور فرنسي لحظة اعدام الطفل ، فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة وصار بذلك رمزا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان .

▪︎(هبة أكتوبر): نظم الفلسطينيون مظاهرات جابت جميع أنحاء مدن الداخل المحتل والتي استشهد على اثرها عشرة استشهد عشرة مواطنين واصيب 227 آخرين، واعتقلت 16 مواطن وبعدها بيومين استشهد 13 مواطن واستخدم الاحتلال في تلك المواجهات المروحيات وصواريخ اللاو.

▪︎6-10-2000 خرجت أولى المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني من جميع الدول العربية في تصديه لقوات الاحتلال
ليسجّل هذا الحدث في ذاكرة فلسطينيي الداخل باسم “هبّة أكتوبر”، ويصار إلى إحيائه بشكل سنوي.

▪︎ في الثاني عشر من أكتوبر 2000، قتل جنديان إسرائيليان بعد أن دخلا بطريق الخطأ(على حد زعم الإعلام العبري) إلى مدينة رام الله، بأيدي الشبان الغاضبين، وردت إسرائيل بشن هجمات صاروخية بالطائرات الأباتشي على بعض مقار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

▪︎وفي السابع عشر من تشرين أول/ أكتوبر 2000، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية، ولكن استشهاد تسعة مواطنين وإصابة أكثر من مائة آخرين في مواجهات عنيفة في الحادي والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول جدّد المواجهات، التي ازدادت وتيرتها كما ونوعا.

▪︎ 26أكتوبر 2000 : أوّل عملية استشهادية خلال الانتفاضة؛ وقعت في غزة، ونفّذها الشهيد نبيل العرعير من الجهاد الاسلامي

▪︎9 نوفمبر/تشرين الثاني 2000: اغتالت سلطات الاحتلال حسين عبيات في بيت لحم، وهو أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى , لتكون البداية في سلسلة اغتيالات الاحتلال للنشطاء الميدانيين وقادة الفصائل والعمل الوطني، حيث كان أمين سر حركة فتح في مدينة طولكرم ثابت ثابت، الهدف الثاني للاغتيال عقب عبيات.

▪︎ 18 أيار 2001، دخلت طائرات الـ(اف 16) المقاتلة معترك الانتفاضة، وقصفت مقرات للشرطة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد عشرة مواطنين.

▪︎27 أغسطس/آب 2001: اغتالت سلطات الاحتلال، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى.

▪︎17 أكتوبر 2001: قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي، ردًا على إغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى.

▪︎26 أكتوبر/تشرين الأول 2001: سقط أول صاروخ محلي الصنع داخل مستوطنة سديروت شمالي قطاع غزة، وتبنت الصاروخ في حينه كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وقد أطلقت عليه اسم “قسام 1”.

▪︎27 يناير/كانون الثاني 2002: أصبحت وفاء إدريس من حركة فتح أول امرأة تنفذ عملية استشهادية في الانتفاضة الثانية، بعد أن فجّرت نفسها بحزام ناسف في مدينة القدس ما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين.

¤28 مارس/آذار 2002: انعقدت القمة العربية في بيروت وأسفرت عن مبادرة سعودية تحولت إلى مبادرة عربية أبرز ما تنص عليه “إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها، لكن إسرائيل رفضت المبادرة.

▪︎29 مارس/آذار 2002: بعد القمة بيوم واحد اجتاحت إسرائيل كافة المدن والقرى الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في عملية أطلقت عليها “السور الواقي”، تزامنًا مع معارك واشتباكات مسلحة وباستخدام المتفجرات خاصة في مخيمات الضفة الغربية، فارتكبت إسرائيل مجازر كان أبرزها مجزرة مخيم جنين .

▪︎22 مارس/آذار 2004: اغتالت إسرائيل مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين فور انتهائه من صلاة الفجر.

وشهدت الاجتياحات الإسرائيلية للمحافظات الفلسطينية حدثين بارزين هما: محاصرة مقر الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله والذي بدأ مع الاجتياح الإسرائيلي في 29 مارس 2002 واستمر 3 سنوات؛ وحصار كنيسة المهد بمدينة بيت لحم الذي استمر من 2 إبريل/نيسان 2002 لغاية 10 مايو/أيار.

▪︎11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004: إغتيال الرئيس ياسر عرفات بالسم

أبرز العمليات الفدائية

-في 26 أكتوبر 2000 نفّذ الاستشهادي الأول نبيل العرعير أوّل عملية استشهادية في الانتفاضة الثانية، قُرب موقع “كسوفيم”، أسفرت عن إصابة واحدة.

– عمليّة الحوتري: في 1 يونيو 2001 نفّذ سعيد الحوتري عمليته في “نادي دولفيناريوم” في تلّ أبيب، ممّا أدى إلى مقتل 22 إسرائيلياً وإصابة 83 آخرين.

– وفي 27 يناير 2002 نفّذت الاستشهادية وفاء إدريس عمليةً في القدس، أدّت إلى مقتل مستوطن وإصابة آخرين.

-سلسلة عمليات الرد الأكبر على اغتيال قائد كتائب شهداء الأقصى رائد الكرمي

– 3 مارس 2002 نفّذ الفدائي ثائر حمّاد إحدى أكبر العمليات العسكرية على حاجز “عيون الحرامية” شمال رام الله المحتلّة، تمكن خلالها من قتل 10 إسرائيليين باستخدام بندقية M1.

-عمليّة عودة في 27 مارس 2002: تمكّن الاستشهادي عبد الباسط عودة من تنفيذ إحدى أكبر عمليات الانتفاضة الثانية، في فندق “بارك” في مدينة نتانيا المحتلّة، ممّا أدّى إلى مقتل 30 إسرائيلياً وإصابة 144 آخرين.

– عملية “كمين جنين” 9 أبريل 2002: مقتل 13 جندياً إسرائيلياً في كمين في مخيّم جنين.

-عملية تفجير “الجامعة العبريّة”31 يوليو 2002: تفجير “الجامعة العبرية” في القدس المحتلّة، ردّاً على اغتيال صلاح شحادة، ممّا أدّى إلى مقتل 9 إسرائيليين.

– عمليّة جرادات 4 أكتوبر 2003: فجّرت الاستشهادية هنادي جرادات نفسها في مطعم “مكسيم” في حيفا، ممّا أدّى إلى مقتل 21 إسرائيلياً وجرح 48 آخرين.

-عمليّة الرياشي 14 يناير 2004: نَفذت الفدائية ريم الرياشي عمليةً استشهادية قرب حاجز بيت حانون، أدّت إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين، وإصابة 10 آخرين.

بالاضافة لسلسة عمليات نوعية استشهادية للاستشهادي محمد القصير ونبيل مسعود وأيمن جودة وغيرهم من ثلة الأبطال

نتائج الانتفاضة في أرقام

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى بلغ 4242 شهيداً، في حين بلغ عدد المصابين 48000 جريحاً، ووصل عدد من تم أسرهم أكثر من 9800 مواطن فلسطيني.

كما بلغ عدد الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بلغ 739 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الذين تعرضوا لسياسة الاغتيالات والتصفية المباشرة 455 شهيداً.

فيما قد كان عدد الإناث اللواتي تعرضن استشهدن أثر استهداف قوات الاحتلال لهم بلغ 280 شهيدة، بينما سجل عدد الشهداء من المرضى الذين سقطوا جراء إعاقتهم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية 142 شهيداً، مشيراً إلى أن عدد شهداء اعتداءات المستوطنين بلغ 65 شهيداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة العامة للاستعلامات.

ووفق مصادر محلية قالت بأن عدد شهداء الطواقم الطبية والدفاع المدني في هذه الفترة بلغ إلى 36 شهيداً، فيما استشهد 9 من الصحفيين، و220 من الحركة الرياضية.

فيما رصدت تقارير رسمية انتهاكات الاحتلال الصهيونية، وأن 845 طالباً من طلبة المدارس والكليات استشهدوا برصاص جيش الاحتلال.

وأن آلة الحرب الإسرائيلية دمرت قرابة 645 منشأة مدنية وأمنية في الضفة والقطاع، وبلغ إجمالي منازل المواطنين التي تضررت بشكل كلي أوجزئي ما يقارب 100000 منزلاً، منها 12000 منزلاً تضرر بشكل كلي.

أسوأ نتائج انتفاضة الأقصى

كان من أشد نتائج الانتفاضة سوءاً، هو بناء جدار الفصل العنصري، الذي يبلغ طوله 728 كم، ويلتهم 23% من أراضي الضفة الغربية، خاصة في مناطق جنين وقلقيلية وسلفيت والقدس، كما يفصل 36 قرية “72000” مواطن عن أراضيهم الزراعية، ويقسم الضفة الغربية الى كنتونات منفصلة، وضم 11 قرية فلسطينية “26 ألف نسمة” الى أراضي الـ48، إضافة إلى حرمان الفلسطينيين من 50 بئر مياه جوفي توفر 7 ملايين متر مكعب من المياه تقع ضمن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها.

أما على صعيد دولة الاحتلال

انعدام الأمن والأمان في الشارع الإسرائيلي بسبب كثرة العمليات الاستشهادية النوعية.
ضرب السياحة في إسرائيل بسبب العمليات الاستشهادية وخلق حالة كبيرة من التوتر لديهم
و كان أبرز نتائج هذه الانتفاضة ونقطة الفيصل التي صدمت الكيان الصهيوني , اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..

الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة

يُعتبر تحرير قطاع غزة من الاحتلال الصهيوني من الإنجاز الأهم والأبرز للمقاومة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، إذ وجد شارون “صاحب نظرية تل أبيب كنتسريم” نفسه مجبراً إلى إعلان الانسحاب من غزة وبعض مغتصبات شمال الضفة الغربية.

وشكل هذا القرار أول حالة اندحار قسري للاحتلال، وتحرير لجزء من الأرض المحتلة بسلاح المقاومة الفلسطينية، وبدأت “إسرائيل”، في منتصف آب/أغسطس 2005، بإخلاء مستوطناتها في قطاع غزة، في حدث تاريخي، لم يسبق أن شوهد من احتلال فلسطين عام 1948.

وكان ذلك الإنجاز التاريخي نتيجة لانعدام أمن مستوطنيه في غزة وارتفاع كلفة حمايتهم تحت ضربات قذائف الهاون وتفجير أبراج الحراسة بأنفاق من تحتها واقتحامها بعمليات فدائية.

كما شكّل الاندحار الإسرائيلي عن قطاع غزة تراجعاً واضحاً للمشروع الإسرائيلي وانتصاراً لخيار المقاومة الفلسطينية، وثمرة لنضالات الشعب الفلسطيني المتواصلة والتضحيات الكبرى التي قدمها ومقاومته الباسلة لدحر الاحتلال.

ودام الاحتلال العسكري لمدة 38 عاماً، بعدما فرضت ضراوة المقاومة الفلسطينية وبسالتها واقعاً جديداً في مواجهة الاحتلال وإيلامه.

وشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إفراغ 21 مستوطنة، كانت تحتل نحو 35 ألفًا و910 دونمات من مساحة القطاع الإجمالية، التي لا تتعدى نحو 360 كيلومترًا مربعًا، وتزامناً مع بدء الإنسحاب، شرع الاحتلال ومستوطنوه بهدم مستوطناتهم وبيوتهم، ويفجرونها، حتى لا يتركوا وراءهم أي غنائم أو مبان صالحة للسكن، يستفيد منها الفلسطينيون، فيما ذكرت إحصائيات أن نحو 2000 منزل و26 كنيسًا دمر بالكامل.

وحتى يومنا هذا وبالرغم من التحديات والمعيقات والأوضاع الصعبة،التي يعيشها الشعب الفلسطيني اللا أنه لا يزال يواصل يكافح بكافة الطرق، للتصدي لإعتداءات الاحتلال وجرائمه والمستمرة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، التي تشكل قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى