الرئيسيةشؤون (إسرائيلية)

مصر برسالة لإسرائيل: التوتر بغزة له حل أما بحالة الأقصى فلا أحد يعرف ما الذي ينتظرنا

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة

قال المُستشرق جاكي حوغي، مُحلل الشؤون العربيّة في إذاعة جيش الاحتلال، إنّ الدول المطبعة تخشى اندلاع حربٍ دينيّةٍ بسبب المسجد الأقصى، مُشدّدًا على أنّ “تزامن شبح الحرب الدينيّة حول الأقصى مع تفاقم الظروف الاقتصاديّة للدول العربيّة يجعل الوضع فيها محفوفًا بالمخاطر، ويطرح علامات استفهام حول مدى استقرار هذه الأنظمة، وبالتالي فإن احتمال إشعال الفتيل الديني يزيد من ثقل هموم الحكام العرب”، كما قال.

وقال أنّ هذا الأمر دفع مسؤولاً مصريًا لإبلاغ نظيره الإسرائيليّ أنّ حكومته تلعب بالنار إذا كانت تنوي السماح لبن غفير باقتحام الأقصى بشكل دائم من الآن فصاعدًا، وإذا كان التوتر في غزّة له حل، ويمكن التعامل مع حماس، فإنّه في الحالة مع الأقصى، لا أحد يعرف ما هو الحل الذي ينتظرنا”.

وخلُص إلى القول:”أي حدثٍ من نوع اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، فسوف تعتبره الأنظمة العربيّة المُطبِّعة بمثابة هجومٍ إسرائيليٍّ على أمنها القوميّ، ما قد يهدد علاقاتها مع الكيان”، بحسب تعبيره.

في سياق متصل حذر مؤرخٌ ومستشرقٌ إسرائيليٌّ بارزٌ، من الخطورة المترتبة على إثارة الرأي العام في الوطن العربيّ تجاه المسجد الأقصى المبارك بتصرفات استفزازية من الحكومة اليمينية الجديدة، لافتًا في الوقت عينه إلى أهمية الإبقاء على الوضع الراهن هناك، لأنّ السيادة الفعلية على الأرض هي لإسرائيل.

ورأى نائب رئيس جامعة تل أبيب وأستاذ دراسات الشرق، البروفيسور إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، رأى أنّ “رئيس الوزراء الجديد-القديم بنيامين نتنياهو، وشركاؤه في الوطن العربيّ، في إشارةٍ للدول المُطبّعة، وعلى نحوٍ خاصٍّ في دول الخليج، اجتازوا العقبة الأولى التي وقعت في طريقهم منذ الأسبوع الأول من ولاية الحكومة، والتي تمثلّت باقتحام وزير الأمن القوميّ إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، رغم التنديدات التي سمعت من كلّ حدبٍ وصوبٍ، بلْ وأخذت الإمارات على عاتقها دور المبادرة ورفعت باسم الفلسطينيين شكوى في مجلس الأمن“، طبقًا لأقواله.

المُستشرِق زيسر زعم أن الأنظمة العربيّة التي يُفرِحها إيجاد حلٍّ للقضية الفلسطينية دفعة واحدة وإلى الأبد لا تبدي أيّ اهتمام بالفلسطينيين وبمطالبهم من إسرائيل.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، نبّه المؤرخ أنّ “المسألة الفلسطينية في الرأي العام العربيّ، تحتل مكان الشرف الذي يصعب على الأنظمة العربية تجاهله، ولهذا السبب، تحتاج الأنظمة العربية إلى تعاونٍ من جانب إسرائيل موضوعه إبداء ضبط النفس والامتناع عن عروض مغطاة إعلاميًا لأغراضٍ داخليّةٍ ليس وراءها شيء حقيقي، لكن من شأنها أن تؤدي إلى اشتعال كبير“.

وأشار البروفيسور زيسر إلى أنّ “الادعاء بأنّ الوضع الراهن القائم اليوم في المسجد الأقصى ليس مريحًا لإسرائيل، يمكن الموافقة عليه، ولكن بالمقابل، فمعنى الوضع الراهن، أنّ إسرائيل هي صاحبة السيادة على الأرض بالفعل، وبهذا تعترف الأنظمة في العالم العربيّ”، على ما قاله.

وبيّن أنّ “الصراع الإسرائيليّ الذي يشتعل صباحًا مساءً في المسجد الأقصى، لا يتعلق بالسيطرة الفعلية في الحرم بل موضوعه الاستعراضات والصورة الإعلامية، ويوجد في إسرائيل مَنْ يسعون إلى تغيير الوضع الراهن من الأساس، حيث في إطاره الحالي يخضع المسجد الأقصى كمكانٍ مقدسٍ إلى إدارة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع الأردن وليس السيطرة“.

وأشار إلى أنّ إسرائيل فوتت أكثر من مرة الفرصة لإحداث تغيير في الوضع الراهن، الأولى، بعد فشلنا في الأيام الأولى بعد حرب 1948، واحتلال البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفي وقت لاحق أيضًا، عندما رجحت الكفة في الحرب لصالحها، اختار زعماء إسرائيل منح أولوية لمسائل أخرى على جدول الأعمال: “تثبيت الدولة التي ولدت لتوّها، وضمان الحدود واستيعاب الهجرة، وهكذا تركوا مهمة السيطرة على البلاد كلها (فلسطين التاريخية) للأجيال القادمة”، وفق رأيه.

وفي المرة الثانية، فوتت الفرصة بعد استكمال احتلال مدينة القدس في حزيران (يونيو) 1967، لكن “حكومة إسرائيل اختارت إبقاء الحرم بإدارة الأوقاف، وكان هذا تفويتًا لفرصةٍ تاريخيةٍ، بمثابة بكاء للأجيال، إذ في تلك اللحظات التاريخية كان بوسع إسرائيل أنْ تملي شروطها وتقرر وضعًا راهنًا جديدًا في المسجد الأقصى، دون أنْ تراعي الدول العربية التي شنّت حربًا عليها”.

علاوة على ذلك، زعم المُستشرق والمؤرخ الإسرائيليّ أنّ “حكومات إسرائيل منذ ذلك الوقت تمسكت بالوضع الراهن الذي تقرر في 1967، بل وبعضها سار شوطًا أبعد، وعندما أديرت مفاوضات مع الفلسطينيين أعربوا عن الاستعداد للتخلي عن السيطرة في المسجد الأقصى“، بحسب أقواله.

ومضى قائلاً: “اليوم لا أحد من الأنظمة والحكام يطالب إسرائيل بأنْ تتخلى عن سيطرتها في المسجد الأقصى، والعالم العربي والفلسطينيون يسلمون، عمليًا بتواجدها فيه، كلّ ما نحتاجه هو أنْ نبدي ضبطًا للنفس والحفاظ على الوضع الراهن، الذي يوجد فيه، كما أسلفنا، ليس ظلال فقط بل وأيضًا نقاط إيجابية، وهذا هام بالنسبة لإسرائيل ومصالحها“.

وخلُص البروفيسور زيسر إلى القول إنّ “المصالح الإسرائيليّة تتركّز اليوم بالدفع قدمًا في علاقاتها بالتطبيع مع العالم العربيّ وبإقامة جبهةٍ موحدةٍ حيال إيران، وهذه أهداف قابلة للتحقق ولها يجب أنْ تُمنح الأولوية“، على حدّ تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى