“ياغي” للخامسة: نتنياهو يماطل في مفاوضات المرحلة الثانية وعودة الحرب ستكون بشكل مختلف
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

قال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن الحديث عن صفقة التبادل الأسرى يتضمن جوانب متعددة ترتبط بشكل رئيسي بالواقع السياسي داخل إسرائيل، و أن الأوضاع السياسية الإسرائيلية تلعب دوراً مهماً في تحديد استمرارية الصفقة أو فشلها.
وأضاف في تصريح خاص “لشبكة الخامسة للأنباء”، اليوم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نجح في إقناع زعيم الصهيونية الدينية، بتسئيل سموتريتش، بالبقاء في الحكومة ودعم المرحلة الأولى من الصفقة.
وأوضح ياغي أن سموتريتش اشترط أن لا يكون هناك انسحاب من محور فيلادلفيا، وأن لا يتم التقدم نحو المرحلة الثانية من صفقة التبادل مقابل بقائه داخل الحكم، و أن نتنياهو يعتمد على دعم 62 عضواً من الكنيست داخل ائتلافه، بعد انضمام 4 أعضاء لحزب الأمل الجديد، مشيراً إلى أن نتنياهو يعتبر سموتريتش عاملاً حاسماً في استمرارية تحالفه الحكومي.
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى بشكل مستمر إلى المماطلة والتأجيل في مسألة المفاوضات، محاولًا تجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل استحقاقات كبيرة مثل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة. كما يماطل في الوصول إلى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، التي تنتهي يوم السبت المقبل، والتي تمثلت مدتها 42 يومًا منذ بداية سريان الاتفاق، والتي تتطلب الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما يتعارض مع شروط سموتريتش، الذي كان له موقف مغاير.
تابع ياغي حديثه: “أنه في سياق النقاش حول صفقة التبادل، تبرز قضايا جوهرية أخرى في الداخل الإسرائيلي تتعلق بموازنة الدولة، التي يجب إقرارها في منتصف الشهر المقبل، وأنه إذ لم يتم إقرارها، فإن ذلك سيؤدي إلى سقوط الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة”، مشيراً إلى موقف الحريديم بشأن قانون التجميد الذي يعتبر من الأسباب التي تعرقل إقرار موازنة الدولة، بالإضافة إلى موقف سموتريتش في حال قرر نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة. ولذلك، لا يبدو أن نتنياهو سيذهب إلى المرحلة الثانية من الصفقة أو يبدأ مفاوضات بشأنها، لأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على وضع ائتلافه الحاكم.
وأضاف: “أن نتنياهو يسعى لإيجاد صيغ وسطية لحل هذه المعضلة، وهذه الصيغ مرتبطة بقضيتين رئيسيتين: أولاً، قضية الحريديم، حيث بدأ النقاش حول قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، ولكن دون أن يتم تقديمه بشكل مباشر في الكنيست، وذلك حتى يتمكن من تمرير الموازنة، وأن هذا النقاش سيُعقد في اللجان المختصة، مثل لجنة الخارجية والأمن، والتأكد من عدم فتح مفاوضات جديدة للمرحلة الثانية من الصفقة”.
وأوضح ياغي أنه كان هناك حديث من قبل الأمريكيين والوسطاء وسط هذه القضايا حول كيفية حل هذه الأزمة في الداخل الإسرائيلي، لضمان استمرار المفاوضات وعدم انهيار الحكومة. حيث تم الحديث عن تعطيل نتنياهو للدفعة الأخيرة من الأسرى والحديث عن ما جرى في غزة من “استعراضات وإهانات…إلخ”، وهي في الواقع ذرائع غير حقيقية، والحقيقة هي أن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالكامل يعني أن نتنياهو سيكون أمام استحقاق الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو أمر لا يستطيع فعله، لذا طرح فكرة تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد مرحلة وسط بين المرحلتين.
وأكد أنه استطاع الوسطاء التوصل لصيغة جديدة للإفراج غداً الخميس عن الأسرى بالإضافة للجثامين ال4 مقابل النساء والأطفال، بما يعنى دمج المرحلتين في مرحلة واحدة بالنسبة للفلسطيني لان نتنياهو عطل إفراج عن مايقارب600 أسير فلسطيني كان المفترض الافراج عنهم السبت الماضي، وفي ذات الوقت أرسل نتنياهو وفدًا للمفاوضات في القاهرة والدوحة دون تحديد طبيعة المفاوضات، ما يعني أنه ربما لا يكون من أجل بدء المرحلة الثانية، ولكن لاستمرار المفاوضات تحت عنوان الحفاظ على وقف إطلاق النار كونه مرتبط باستمرارية المفاوضات.
وأشار ياغي إلى الهدف من هذه المفاوضات وهو إيجاد صيغة تُجنب إسرائيل العودة إلى الحرب في قطاع غزة، إما من خلال تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد صيغة وسط بين المرحلتين الأولى والثانية، موضحاً أن نتنياهو يسعى للإفراج عن مجموعة من الأسرى الإسرائيليين الذين يعانون من أوضاع صحية سيئة أو هم كبار في السن، وفقا لما جاء على لسان الأسرى الذين أفرج عنهم حديثاً، وأن هذه المفاوضات التي ستجري لمنع استئناف الحرب في قطاع غزة.
وتابع ياغي حديثه قائلاً: “إنه ليس من مصلحة إسرائيل العودة إلى الحرب، كما أنه ليس في مصلحة حماس أيضًا العودة إلى الصراع، وأن كلا الطرفين يسعى دائمًا للبحث عن صيغ وسطية لتجنب التصعيد، و أنه إذا قرر الجيش الإسرائيلي العودة إلى الحرب، فإن ذلك يعني احتلالًا دائمًا لقطاع غزة، وهو ما يتناقض مع الأهداف الإسرائيلية، التي تفتقر حتى الآن إلى أهداف واضحة داخل القطاع”.
ولفت إلى أن استمرارية الحرب في غزة بهذا الشكل قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على استقرار ائتلاف الحكومة الإسرائيلية، خاصة ائتلاف نتنياهو، ما يعارض المصلحة الاستراتيجية لدولة إسرائيل في الوقت الحالي، موضحاً أن إسرائيل يمكنها استغلال الوضع في المنطقة بشكل عام لتحقيق استراتيجيات كبيرة، خاصة في مجال التطبيع وفرض مفاهيم أمنية جديدة في المنطقة.
وختم ياغي حديثه قائلاً: “إن استمرار الحرب سيؤدي إلى ضياع هذه الفرص الاستراتيجية، و أن الوضع الداخلي في إسرائيل قد يشهد انقسامات خطيرة بسبب الاحتفاظ بأسرى وجثث من طرفي النزاع، و أن استمرار المفاوضات يعد الخيار الأكثر تفضيلًا”، مضيفاً أن هناك نية واضحة للاستمرار في الهدوء والانتقال نحو مرحلة إعادة الإعمار، وأن أي عودة محتملة للحرب ستكون مختلفة تمامًا عن الحرب السابقة.
والجدير بالذكر أنه في إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي تستمر 42 يومًا، كان المتوقع حسب الاتفاق أن يتم الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا، من بينهم 8 على الأقل قُتلوا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 أسير فلسطيني، وأن مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق كان المفترض تبدأ في 3 فبراير الجاري، لكن نتنياهو أرسل وفدًا إلى الدوحة دون صلاحيات للتفاوض، مما عرقل انهاء المحلة الأولى و بدء المرحلة الثانية.