الرئيسيةتقارير

التعصب الرياضي.. قنبلة تهدد النسيج الاجتماعي بغزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء -تقرير خاص سعيد الطويل:

غزى التعصب الرياضي المجتمع الكروي بشكل غير مسبوق محدثاً شرخاً هائلاً في الوسط الرياضي تحديداً في قطاع غزة ، فأفقد التشجيع متعته وغيب طعم المنافسة الشريفة ودس السم في العسل واستبدل الحب بالحقد والأخوة بالعداوة والتوافق بالتشتت

فالتعصب هو بذرة ونواة شغب الملاعب و هو القنبلة الموقوتة التي يقترب انفجارها في جسم الرياضة الفلسطينية وسيهدمها إن بقي الوضع على هذا الحال .

التعصب يبدأ من مواقع التواصل

يرتفع مستوى القذف والشتم والوعيد والتشهير والهتافات في المدرجات كلما سبقها تحريض ومنشورات غير مسؤولة عبر الصفحات الاجتماعية لبعض المشجعين والنشطاء

وتعلو أصوات المختصين والمهتمين وأصحاب القرار بالشأن الرياضي الفلسطيني، للتحذير من عواقب التأجيج والشغب في الملاعب على النسيج الاجتماعي، علماً أن قطاع غزة يضم 56 نادياً حالياً، بواقع 12 في الدرجة الممتازة والأولى، و7 في الثانية فرع “غزة والشمال” و9 في فرع “الوسطى والجنوب”، و7 في الثالثة فرع “غزة والشمال” و”الوسطى والجنوب”.

وحول الشغب والتحريض وما وصلنا إليه من مستوى هابط في التشجيع يقول مصطفى جبر الصحفي المتخصص في الإعلام الرياضي لـ “الخامسة للأنباء“: ما يحدث في ملاعبنا الفلسطينية لاسيما قطاع غزة، يتجاوز كل حدود شغب الملاعب الاعتيادية التي تصاحب المباريات في كل أنحاء العالم، لاسيما أن قطاع غزة لديه خصوصية مختلفة من حيث الترابط الاجتماعي وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها بسبب الحصار والاحتلال المتواصل.

وأضاف جبر ما حدث في الأسابيع الأخيرة كان آخرها في مباراة الشاطئ وأهلي غزة يتحمل مسئوليته غياب القرارت الرادعة من قبل إتحاد الكرة من جانب وعدم تأثير مجالس إدارات الأندية على جماهيرها، إلى جانب وجود فئة معينة منفلتة لا تتحلى بالمسئولية الرياضية والوطنية والمجتمعية من خلال الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي وتحويل المباريات إلى ساحة حرب من خلال استخدام القنابل الصوتية والهتافات المسيئة للاعبين، الأمر الذي جعل بعض المباريات تشكل خطر واضح على اللاعبين وعناصر المنظومة الرياضية

وأستكمل مصطفى جبر حديثه: رغم منع الجماهير في الدرجة الممتازة إلا أن هذا الحل غير مجدي، ويمثل عقاب جماعي لكافة الجماهير التي تضم في غالبيتها الجماهير الذواقة العاشقة لكرة القدم والتي تجد في مباريات الدوري المحلي متنفس في ظل الظروف الصعبة.

حلول جذرية رادعة

لابد من وجود حلول جذرية رادعة تتعلق بشكل مباشر في تعديل لوائح العقوبات في اتحاد الكرة، وإعادة النظر في لجانه، إلى جانب تحمل إدارات الأندية المسئولية الكاملة تجاه جماهيرها، كما أن للشرطة دور هام في متابعة ومعاقبة فردية لكل الأشخاص المتسببين في شغب الملاعب ووقف كافة صفحات الأندية والمشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعبر القاعدة الأساسية في اتساع رقعة التحريض وتصاعده بشكل مباشر وانعكاس ذلك على المدرجات.

غياب الوعي والمسؤولية

التعصب الرياضي يقضى على كل معنى سامٍ وقيم للرياضة الفلسطينية واستبدلت عناوين الفن والذوق والأخلاق واللعب النظيف بتحويلها لماكينة سوداء لربح المال وتحقيق الشهرة السلبية والردح المستمر وتحريض الجماهير والتبعية العمياء للأندية ولاعبيهم لتغدو ظاهرة التعصب مفتاح سلس لاحداث الشغب التي باتت تؤرق الوسط الرياضي محلياً فقلة الوعي الجماهيري والتعصب للأندية لرغبتهم في الفوز بأي وسيلة أو عدم الإيمان بروح المنافسة الشريفة، والحكام، وهذا الأمر وصل لحد بعض الإدارات وبعض الأطقم الفنية التي تبحث عن شماعة تغطي بها فشلهم أو إخفاقهم أو البحث عن كبش فداء لتحمليه نتيجة الهزيمة لفريقهم وهذا بات يتكرر بشكل كبير

أسباب زيادة التحريض والشغب ؟

وعند سؤالنا للصحفي علاء سلامة عضو الإتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي عن الأسباب أدت لتصاعد ظاهرة العنف في الملاعب فأجاب: أولها تتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً فيس بوك وتيك توك، والتي تحولت صفحاتها لمنصات تحريض وإشعال الفتنة بين الجماهير، من خلال مشجعي الأندية الجماهيرية مع وصول الدوريات لمحطات الحسم، واقتراب الدوري من النهاية، وما أعطى غطاءً لذلك هو عدم قيام الأندية برفع الغطاء عن مثيري الشغب في الملاعب

وأضاف أن هناك شرائح غير واعية من المشجعين المتعصبين والمناطقيين يقتحمون المدرجات دون حسيب ولا رقيب، وما زاد الطين بلة هو أن أعداد كبيرة من تلك الجماهير هم من صغار السن، الأمر الذي كان سبباً في القيام بسلوكيات خارجة في كثير من الأحيان

وأردف سلامة أن كل ذلك يأتي في ظل عدم وجود إجراءات تفتيش ومتابعة للجماهير قبيل دخولها الملاعب، الأمر الذي يستغله البعض بإدخال أدوات حادة وقنابل وأدوات خطرة يتم استخدامها ضد جماهير الفريق المنافس أو بحق من يتواجدون في المستطيل الأخضر من باب الاحتفال بهدف أو نتيجة من جهة، أو من باب الاعتراض على قرارات الحكام من جهة ثانية، وما ساعد كذلك على تنامي شغب الملاعب، هو عدم وجود قرارات حاسمة ورادعة من اتحاد كرة القدم في غزة، على غرار مثيله في الضفة الغربية، وما يفسر ذلك أن هناك شعوراً لدى بعض الأندية أن اتحاد الكرة يطبق روح القانون في كثير من الأحيان، ما يجعل كثير من الجماهير تستغل هذا التعامل، وتأمن قرارات الاتحاد .

منع الجمهور “حل مؤقت” أضاع بهجة التشجيع

منع الجمهور في الجولات الأخيرة في الدرجة الممتازة من التواجد في المدرجات لتشجيع فرقهم بناء على قرار اتحاد الكرة وتوصيات من الشرطة في غزة ،هذا القرار رغم مرارته إلا انهم حل مؤقت يحقن الدماء ويحصن النسيج المجتمعي

فما نشاهده وما نسمعه من ألفاظ نابية خارجة عن ثقافة شعبنا والشتم على أمهات الحكام واللاعبين والمدربين بأقبح العبارات ماذا بعد هل ننتظر ليسقط ضحايا”

فقد كان قراراً حكيماً لكنه ليس جذرياَ

وأخيراً هذه الحالة المؤذية القديمة الحديثة المتجددة بين الفينة والأخرى واطلاق المفرقعات النارية والأقلام الصوتية والهتافات الغير أخلاقية هي مظهر غير مقبول عاد إلى ملاعبنا ويجب أن ينتهي إلى غير رجعة بالقانون والمحاسبة الصارمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى