الرئيسيةتقارير

56 عامًا على “النكسة” والشعب الفلسطيني أكثر إصرارًا على التمسك بأرضه

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – تقرير خليل قنن:

يوافق اليوم الاثنين 5 يونيو/حزيران، الذكرى السنوية الـ 56 لما يُعرف عربيًا باسم “النكسة” أو حرب الأيام الستة التي وقعت عام 1967، واحتلال إسرائيل مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية.

وبعد مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، إلا أن تداعياتها ما تزال مستمرة، حيث تواصل إسرائيل احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن تطالبها بالانسحاب منها.

ورغم كل هذه السنوات، لا يزال الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه ومتمسكًا بحقوقه وثوابته الوطنية، التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية، مقدمًا صورةً ناصعةً من التضحية والفداء على مدار عشرات السنين، قدم خلالها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، علاوة على تدمير الآلاف من المنازل والممتلكات، ويؤكد في كُلّ مناسبة أنه أكثر تمسكًا وتجذرًا بأرضه ومقدساته حتى نيل حريته وتحقيق العودة والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

أسباب اندلاع الحرب

كان السبب المُباشر لاندلاع حرب عام 1967 (الأيام الستة)، عندما طالبت مصر بسحب قوات الأمم المتحدة من سيناء، وبدؤها حشد جيشها في سيناء، وإغلاقها “مضايق تيران” بالبحر الأحمر يوم 22 مايو/أيار في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان رسمي للحرب عليها.

إثر ذلك بدأ تخطيط إسرائيل لشن الحرب على دول الجوار العربي مع مطلع يونيو/حزيران عام 1967 في ظل تواطؤ خفي ظاهره عدوان ضد سوريا، حيث أبلغ وفد سوفياتي مصر أن إسرائيل حشدت 11 لواء على الحدود السورية، وإعلان مصر تدخلها لمساندة سوريا وما تلاه من أحداث.

ونتيجة النشاط السياسي الدولي، وبصورة خاصة رغبة الحكومة الفرنسية آنذاك بعدم٧ اللجوء إلى القوة؛ تعهدت الدول العربية مصر وسوريا والأردن بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية؛ إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية، استغلت هذا الظرف، وقامت بعدوانها المباغت صبيحة 5 حزيران 1967.

ومن بين الأسباب الأخرى لاندلاع حرب 1967، هي اعتبار إسرائيل أن الأحداث التي تلت حملة سيناء عام 1956 (العدوان الثلاثي)، بالإضافة إلى جهود التسلح التي بذلتها مصر بزعامة جمال عبد الناصر، والتي رأت فيها إسرائيل تهديدًا كبيرًا لوجودها.

علاوة على قرار القمة العربية 1964 في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1965.

احتلال فلسطين

لم تقبل إسرائيل بمنطق السلام، ورفضت قرارات منظمة الأمم المتحدة، وتحدّت ميثاقها، وانتهكت مبادئها؛ واستمرت بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ونهبها لصالح الاستيطان.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس عام 1967؛ إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن، وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كم طول البحر الميت)، وبعد حصار قوي ومعارك عنيفة وضارية تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال مدينة خان يونس وبقية مناطق قطاع غزة حتى مساء السابع من حزيران.

ونهبت إسرائيل الكثير من ثروات الضفة الغربية، سيما المائية منها، وباشرت بعمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة ممنهجة؛ واستطاعت باستيلائها على مساحات شاسعة من أراضي الضفة تحسين وضعها الاستراتيجي والأمني والعسكري، وإزالة أي خطر عسكري كان من الممكن أن يتهددها، أو وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية، التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.

وكانت هزيمة الجيوش العربية على كافة الجبهات أدت إلى بروز ظاهرة الفدائيين والمقاومة لسلطات الاحتلال، حيث ظلت مقاومة الفلسطينيين للحكم العسكري الإسرائيلي سمة ملازمة للاحتلال، وتفجرت أشكال مختلفة من المقاومة قادت إلى زيادة البطش الإسرائيلي من إبعاد رؤساء بلديات وجامعات وإجلاء السكان وتهجيرهم وزج الآلاف في السجون في محاولة لفرض إجراءات وقوانين الحكم العسكري على السكان الفلسطينيين.

نتائج حرب عام 1967

وكان من نتائج حرب 1967، صدور قرار مجلس الأمن رقم (242)، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.

واستولى الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحرب على مساحة شاسعة من البلاد العربية (69 ألفًا و347 كلم مربع)، وإذا قُورنت بما استولت عليه عام 1948 وأقامت عليه دولتها (20 ألفًا و700كلم مربع) فإنه يتضح أن هزيمة يونيو/حزيران، أضافت لإسرائيل ما يعادل 3 أضعاف ونصف ضعف مساحتها، التي كانت عليها في الرابع من يونيو/حزيران 1967، والتي مكنتها من تحسين وضعها الاستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية.

وأسفرت الحرب عن استشهاد ما بين 15 إلى 25 ألف عربي، واصابة حوالي 45 ألفًا، في مقابل مقتل نحو 650 إلى 800 إسرائيلي؛ وتدمير 70-80% من العتاد الحربي في الدول العربية.

ذكرى النكسة محطة لمواصلة النضال

وقال المتحدث باسم حركة فتح، منذر الحايك: “بعد مرور 56 عامًا على النكسة الفلسطينية، ما زالت إسرائيل تستكمل حلقات المؤامرة بقتل وتشريد وممارسة العنف المُمنهج تجاه الشعب الفلسطيني”.

وأكد الحايك في تصريح خاص لـ”الخامسة للأنباء”، أن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله حتى تحقيق أهدافه المشروعة من أجل نيل الحرية والاستقلال، مشددًا على أنه لن يرفع الراية البيضاء حتى يرفع العلم الفلسطيني فوق مآذن وكنآس القدس.

وطالب العالم بإلزام الاحتلال بالقانون الدولي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار التقسيم وقرار 194 الخاص بحق العودة، داعيًا الأمة العربية والإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية ودعمها في المحافل الدولية.

وتأتي ذكرى “النكسة” هذا العام بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي على مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك، وتدنيس المُقدسات الإسلامية والمسيحية، وتصاعد وتيرة الاستيطان من خلال التهجير القسري، وعزل المدن، وهدم المنازل، وطرد المواطنين، وما هي إلا استكمالاً لفصول النكبة الفلسطينية في العام 48، وتأكيد على المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة العربية، الذي لن يتوقف عند حدود فلسطين التاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى