مراقب فلسطين: إذا كنت فلسطينيا فأنت هدف مشروع لإسرائيل
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء_متابعات
صرح المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، نحن كفلسطينيين لا نُقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا. نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام.
وأردف: إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لإسرائيل أن تقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت. لا حصانة لأي فلسطيني، وإفلات كامل من العقاب لكل إسرائيلي. ومع ذلك، يشعر البعض بالقلق على أمن إسرائيل، في حين لا ينعم فلسطيني واحد بالأمان في أي مكان.
جاء ذلك في كلمة له، لدى مشاركته في اجتماعات هامة عقدها مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الخاص بحماية المدنيين وقت النزاعات، من بينها اجتماعات تناولت القضية الفلسطينية وجوانبها، وهي الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، والنقاش العام حول حماية المدنيين في وقت النزاعات، واجتماعا خاصا حول حماية الصحفيين في وقت النزاعات دعت إليه إيرلندا، العضو في مجلس الأمن، وتناول قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وأكد منصور “عندما نتحدث عن التهجير القسري، أريدكم أن تتخيلوا الأسرة التي تعيش في خوف دائم بسبب اقتلاعها من منزلها، والكوابيس التي تطارد أطفالها، وهو ما يحدث الآن في مسافر يطا. وتخيلوا أنكم والدا غيث يامين، الفتى الذي يبلغ من العمر 16 عامًا والذي كتب بالفعل في هذه السن المبكرة وصيته. تخيلوا كيف ستشعرون بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه في مؤخرة رأسه. وكتب في وصيته: إذا كنت سأموت فلا تضعوني في الثلاجة، فلا أحب البرد. واعثروا لي على مكان لدفني إلى جانب الأطفال الآخرين، فأنا لا أحب أن أكون وحدي”. وتابع: أن أطفالنا يتعرضون للقتل والاعتقال والتشريد والمضايقة كل يوم. فمن يحميهم من حرب تشنها اسرائيل ضد جيل فلسطيني تلو الآخر!
وأضاف: إن الشعب الفلسطيني يواجه العدوان والضم والاحتلال منذ عقود. وسأل باستهجان “متى نتوقع أن تصلنا الشحنة القادمة من الأسلحة للدفاع عن أنفسنا وأرضنا؟ ما هي الدفعة التالية من العقوبات التي سيتم فرضها على اسرائيل؟ متى ستتم زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وكم عدد المحققين الذين نتوقعهم؟ متى ستنعقد القمة المقبلة حول المساءلة وهل نتوقع المزيد من التعهدات بتوفير موارد غير محدودة وإرادة سياسية لمحاسبة إسرائيل؟”
واستطرد قائلا، “هذا هو الواقع الذي يعيشه شعبنا كل يوم: التهجير القسري، والتجريد من الملكية، والحرمان من الحقوق، والتمييز، والموت. نحن الفلسطينيون نحاول، من يوم ولادتنا إلى يوم موتنا وما بعده، إيجاد الحياة في مكان ما بينهما، ولا توجد عواقب لمن يتسببون في مثل هذا الألم والمعاناة لملايين الفلسطينيين. وكيف تعتقدون أن إسرائيل ستغير سلوكها طالما المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا؟”.
كما وضع منصور قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة مرة أخرى أمام مجلس الأمن وقال” كانت شيرين شخصا استثنائياً لكن قتلها من قبل اسرائيل للأسف ليس استثناءً. فاستمرت شيرين في سرد قصص شعبها على أمل أن تساعد بطريقة ما في تغيير مجرى التاريخ. قصة مقتل شيرين هي نفس القصة التي كانت تنقلها. الفرق هو أن العالم هذه المرة عرف الضحية. نحن لا نُقتل بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا. نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام
وأكد أن اغتيال إسرائيل لشيرين أبو عاقلة كشف للعالم عن نمط ندينه منذ فترة طويلة، وهو نمط استهداف الصحفيين الفلسطينيين، مع إفلات تام من العقاب. حيث تقوم إسرائيل بشكل منهجي بقتل واحتجاز ومضايقة وترهيب ومهاجمة الصحفيين الفلسطينيين، ومنذ بداية هذا العام، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 40 صحفيًا. في السنوات العشرين الماضية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 صحفيًا فلسطينيًا. ولم يُحاسب أحد على عمليات القتل هذه، ويأتي اغتيال إسرائيل لشرين أيضًا على خلفية الذكرى الأولى لقصف إسرائيل لبرج الجلاء الذي يضم وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة وغيرها، ذلك خلال هجومها على غزة المحتلة المحاصرة، كما أننا نحيي الذكرى الرابعة لمسيرة العودة الكبرى في غزة، حيث قتل قناصة إسرائيليون أكثر من 214 فلسطينيًا، من بينهم الصحفي الشاب الواعد ياسر مرتجى الذي قُتل بالرصاص أثناء تغطيته للاحتجاجات السلمية.
وأردف أنه في فلسطين المحتلة لا حصانة لــ: صحافي، رئيس، عامل صحي، موظف في الأمم المتحدة، مزارع، طفل، رضيع، أم حامل، مسن، أستاذ، مزدوج الجنسية، وزير، ضابط، قاض. إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لإسرائيل أن تقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت. لا حصانة لأي فلسطيني وإفلات كامل من العقاب لكل إسرائيلي. ومع ذلك، يشعر البعض بالقلق على أمن إسرائيل، في حين لا ينعم فلسطيني واحد بالأمان في أي مكان.