شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء -تقرير خاص
طيلة 51 يوماً بلياليهم الثِقال وبنهارهم الساخن استمر العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي يصادف اليوم 7 يوليو /تمور ذكراه الثامنة مستهدفاً كل مناحي الحياة في قطاع غزة
حتى المحرّمات الدولية انتهكتها الاحتلال في هذه الحرب الشرسة على سكان غزة.
عائلات بأكملها مُسحت من السجل المدني بعد اغتيالها بدم بارد وهدمت البيوت فوق رؤسهم دون أي اعتبارات انسانية أو أخلاقية أو قانونية
آلالاف الجرحى أصيبوا ، بعضهم باتوا باعاقات دائمة ،ناهيك عن تدمير البنية التحتية الممنهج واستهداف كل ما هو يوحي للحياة
كيف بدأت الحرب ؟
بتسلسل زمني سريع قام عدد من المستوطنين بخطف وحرق الطفل محمد أبو خضير، من مدينة القدس، في 2 يوليو/ تموز من ذات العام.
كما أدى حادث اختطاف 3 مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية على يد مسلحين فلسطينيين، إلى تزايد التوتر بشكل كبير.
وتسارعت الأحداث ليعيد جيش الاحتلال احتجاز الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وإسرائيل عام 2011 “صفقة وفاء الأحرار”
وبدأت الحرب بعدما فقد الاتصال بمجموعة تنتمي لكتائب القسام في نفق قتالي على الحدود الجنوبية الشرقية لمدينة رفح والذي ارتقى خلالها معظم أفراد المجموعة ، تلا ذلك الساعة الواحدة، من فجر الثامن من يوليو /تموز ، قصف طائرات الاحتلال منزل المواطن “محمد العبادلة”، من بلدة القرارة، جنوبي القطاع.
ثم عمليات قصف عنيفة ومركزة لأنحاء متفرقة من قطاع غزة، قبل أن تعلن إسرائيل عن إطلاق مسمى “الجرف الصامد”، على عمليتها العسكرية الجديدة.
أرقام واحصائيات صادمة
أشارت الاحصائيات الرسمية إلى أن عدد الشهداء خلال العدوان على غزة في تموز من العام 2014 بلغ 2200 بينهم 578 طفلا 489 امرأة و102 من المسنين. وعدد الجرحى 11128، منهم 3374 طفلا و2088 سيدة و410 مسنين.
وكان معظم الشهداء الذين ارتقوا خلال هذا العدوان هم من خان يونس جنوب القطاع.
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 49 مجزرة بحق 90 عائلة فلسطينية بواقع 530 شهيداً بعضها مسحت من السجل المدني بشكل كامل.
دمر الاحتلال 2200 منزلاً بشكل كلي، و13644 بشكل جزئي، بحيث باتت تلك المنازل لا تصلح للسكن، وهناك 60 مسجداً دمرت أيضاً بشكل كلي و111 بشكل جزئي
واستخدم الاحتلال سياسة تدمير الأبراج حيث قام بتدمير برجين سكنيين وبرجين تجاريين كانت تضم مكاتب للصحافيين وشقق سكنية
شٌرد خلال العدوان قرابة النصف مليون مواطن من منازلهم نحو مراكز الإيواء التابعة للأونروا الموزعة على مختلف المدارس وبعض الأماكن التي كانت تؤوي العائلات.
الخسائر الاقتصادية في غزة
قدرت الخسائر شبه الرسمية للاقتصاد إثر العدوان بأكثر من ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار، حيث تم تدمير 134 مصنعا بشكل كامل، ما تسبب بتسريح ثلاثين ألف عامل وزيادة نسبة البطالة والفقر بأكثر مما كانت عليه سابقاً
خسائر الاحتلال
قتل خلال الحرب على غزة سبعون إسرائيليا من بينهم 68 جنديا ومستوطنيين اثنين، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة بعد إعلان التهدئة.
رصيد المقاومة
منذ بدء العملية يوم 8 يوليو/تموز، أطلقت المقاومة الفلسطينية 4564 صاروخاً تجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية، بينما هاجم جيش الاحتلال 5263 هدفاً بقطاع غزة، في مجملها بيوت السكان المدنيين بواقع 60 ألف غارة جوية و برية وبحرية .
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في الحروب مع الاحتلال، طالت صواريخ المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة مدينة حيفا المحتلة (شمال فلسطين المحتلة 1948)، وتل الربيع (وسط فلسطين المحتلة 48)، ومطارات؛ لا سيما بن غوريون، ومناطق حيوية مثل مفاعل ديمونة.
ونفذت المقاومة الفلسطينية عمليات باستخدام طائرات بدون طيار، وذلك لأول مرة، كما نفذت عملية زيكيم البحرية، إلى جانب تصوير عمليات المقاومة، والتي كان لها الأثر الكبير في الحرب، كعملية موقع “نحال عوز” شرق غزة، وموقع أبو مطيبق شرق مخيم المغازي.
ولعبت أنفاق المقاومة دورًا مهمًا خلال الحرب، حيث نفذت عبرها سلسلة عمليات فدائية، وشاركت من خلالها في التصدي لقوات الاحتلال موقعة العشرات من القتلى والجرحى في صفوفها.
وشردت المقاومة، عبر قذائف الهاون والقذائف الموجهة، نحو مليوني مستوطن صهيوني من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، والتي ساهمت أيضًا بحسم الحرب.
الوساطات والتهدئة
وبعد أسبوع من اندلاع الحرب بدأت التحركات الدبلوماسية من طرف الاحتلال لوقفها، حيث توجهت وفود من الفصائل الفلسطينية للعاصمة المصرية القاهرة وبدأت بحوارات فيما بينها ومفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط المصري، وتم خلالها تنفيذ أكثر من تهدئة إلى أن توصلت لوقف القتال بشكل دائم بموجب المبادرة المصرية؛ في 26 آب/ أغسطس 2014، بما يضمن إعادة الإعمار وبدء مفاوضات لتبادل الأسرى وإقامة ميناء ومطار لقطاع غزة لرفع الحصار عنه والذي لم ينجز أي شيء منه إلى يومنا هذا بسبب مماطلة الاحتلال
