مقالات الخامسة

الاحتلال الصهيوني:ارهاب دائم والمستوطنون احدى ادواته

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الكاتب: السفير حكمت عجوري

منظمة العفو الدولية تقول بان الافلات من العقاب هو النمط السائد لمرتكبي العنف من المستوطنين وذلك بعد ان افرجت قوات الاحتلال عن ستة مستوطنين رغم ضلوعهم في الاعتداءات التي وقعت الاحد 26/2 ضد المواطنين الفلسطينيين في محافظة نابلس وبالخصوص في بلدة حوارة اسفرت عن مقتل فلسطيني وجرح حوالي 400 اضافة الى حرق ما يزيد 35 بيت وتشريد ساكنيها اضافة الى 100سيارة بمعنى انها كانت محرقة نازية اخرى يرتكبها احفاد من نجو من محرقة هتلر.

الى ما سبق نضيف الى ما اشارت اليه التقارير التي اصدرتها يش دين الاسرائيلية الحقوقية الى “ان 93%من التحقيقات في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة قد اغلقت دون توجيه لائحة اتهام في الفترة ما بين 2005و 2022 وان اكثر من 80%من شكاوى الفلسطينيين المقدمة الى الشرطة الاسرائيلية لم يحقق فيها على الاطلاق”.

المستوطنون ليسوا عملة غريبة في دولة الفصل العنصري وانما هم وجه اخر لنفس عملة جيش الاحتلال الذي هو اصلا امتداد للعصابات الصهيونية الهاغاناه وشتيرن واخاواتها التي اقامت كيانا الذي وبالرغم من قبوله عضوا في منظمة الامم المتحدة قبل 74 سنة الا ان هذا الكيان اصبح مارق وبامتياز يمارس سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي ضد من بقي على الارض من اصحابها الاصليين “الفلسطينيون” وذلك بشهادة المنظمات الاكثر مصداقية في هذا المجال وهي امنستي انترناشونال وهيومن رايتس ووتش واليهما انضمت مظمة بيتسيليم الاسرائيلية.

المستوطنون هم مجموعة متوحشة من ابناء اليهود الذين هاجرو الى فلسطين والذين تم استغلالهم وتوظيفهم من قبل حكام اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ليمارسوا دور اسلافهم في الترهيب والقتل بحق الفسطينيين بهدف اجبار ما تبقى من الفلسطينيين على الرحيل تماما كما فعلت العصابات الصهيونية ابان حرب النكبة في تهجير الفلسطينيين من بلداتهم وقراهم ومسحها عن وجه الارض وهو نفس ما طالب به الوزير الفاشي سموتريتش المستوطنين ان يفعلوه في بلدة حوارة بعد ان احرقوا بيوتها وذلك لان قتل الفلسطينيين وتطهيرهم عرقيا ومسح اي اثر لقراهم وبلداتهم تعتبرعادة اصيلة للارهابيين الصهاينة وذلك منذ ان وطأت اقدامهم ارض فلسطين قادمين من كل دول العالم.

المستوطنون كلاب ينهشون في اي شيء فلسطيني بشر كان ام شجر ام حجر وهذه هي حقيقة هؤلاء ولا احد يعرفها اكثر من حكام اسرائيل وبدون استثناء بدليل توفير كل سبل الراحة لهم في المستوطنات المبنية على الارض الفلسطينية المسروقة وبتسهيلات مالية كبيرة وتوفير كل انواع الحماية لهم من اجل ارتكاب جرائمهم للاسباب المذكورة بمعنى ان المستوطنين عبارة عن كلاب مدللة من قبل النظام الحاكم في اسرائيل.

الاستيطان هو مشروع سرطاني تم زرعه في جسد الدولة الفلسطينية وهو ما افصح عنه مجرم الحرب شارون في رسالة بعث بها الى الصحفي ونستون تشيرشيل الثالث في سنة 1973 يقول له فيها بانهم في اسرائيل سوف يشرعون ببناء تجمعات يهودية سكانية (مستوطنات) ما بين القرى والمدن والبلدات الفلسطينية بحيث وبعد 25 سنة يصبح من المستحيل اقامة دولة فلسطينية حتى لو ارادت امريكا اومنظمة الامم المتحدة ذلك. وفي اعتقادي ان الاستيطان كان احد الاسباب الاساسية التي من اجلها وافقت القيادة الفلسطينية على اتفاق اوسلو بهدف وقف تفشي هذا السرطان.

ما سبق يعني ان المستوطنين ليسوا مجرد مجموعة شاذة في بلد راقي ومتحضر وبلد قانون يعاقب ويحاسب المجرمين بل هم جزء اساسي من النظام الارهابي العنصري الحاكم في اسرائيل بدليل انهم اصبحوا وزراء مثل بنى غفير وسموتريتش وهو ما يعني بان الاولى والاحق في المحاسبة والعقاب ليس المستوطنين فقط وانما دولة الاحتلال ونظامها الحاكم الذين يرعون هؤلاء المستوطنين خصوصا وان كل قوانين البشر والطبيعة تُجمِع وتقر على ان المسؤول عن تصرفات الكلب هوصاحبه .

تحت الاحتلال الصهيوني لا يمر يوم دون ان يقتل فلسطيني او يهدم بيت فلسطيني او ان يُخطف فلسطيني من سريره وهم نائم او ان يسرق او يحرق مصدر رزقه على ايدي ادوات الارهاب في اسرائيل من الجيش والمستوطنين ناهيك عن حياة الجحيم على الحواجز دون اي اعتبار لمريض او حامل او مسن او طفل اضافة الى عزل المدن والقرى عن بعضها البعض وهو ما يؤكد على حقيقة اصبحت معروفة وهي ان الحياة تحت الاحتلال هي ارهاب دائم واذا كان هناك اي رغبة حقيقية لاي كان ممن لديهم حس انساني لمكافحة الارهاب فليبدءوا ذلك في محاربة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وشعبها من اجل انهاء هذا الاحتلال تماما كما فعل العالم في حربه الكونية ضد نظام الفصل االعنصري في جنوب افريقيا الذي هو توأم سيامي لنظام الفصل العنصري في اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال .

ما سبق يؤكد على ان محاربة الاحتلال “الارهاب” الصهيوني في فلسطين من اجل انهاء هذا الاحتلال وباي ثمن تعتبر اقصر الطرق لتحقيق سلام ممكن ،عادل ودائم في فلسطين التاريخية وامن واستقرار في المنطقة كلها ولا مبالغة بالقول في العالم كله لان النظام القائم في اسرائيل هو راس حربة الارهاب العالمي وبمراجعة سريعة لاصول الارهاب وجذوره في المنطقة نجد انها بدأت مع تطبيق ما عرف باسم برنامج دالت الصهيوني وهو اكثر برنامج رعب وارهاب عرفه االتاريخ المعاصر و الذي تم تطبيقه في فلسطين قبل شهرين من اعلان قيام اسرائيل، وهذا موثق في كتب منشورة الفها مؤرخين يهود ومنهم ايلان بابي وبشهادات ارهابيين صهاينة ما زال بعضهم على قيد الحياة من الذين مارسوا هذا الارهاب بحق الفلسطينيين وذلك من اجل اقامة كيان لا يمكن له ان يكون افضل مما وصل اليه وما اصبح معروف به لدى القاصي والداني في ايامنا هذه على انه كيان فصل عنصري وذلك لانه قام اصلا على اسس التطهير العرقي للسكان الاصليين واستمر الى يومنا هذا من خلال عشرات المجازر التي استمر الصهاينة واحفادهم في ارتكابها بحق الفلسطينيين.

ما يحدث في دولة الاحتلال في هذه الايام هو مخاض عسير متمرد على الماضي بكل كذبه وتضليله وتحديدا خديعة التهديد الخارجي الذي بسببه تمكنت الحركة الصهيونية من خلق كيان قوي متماسك خارجيا ولكنه مفتت داخليا وسيزيد من تفتيته قوة الديمغرافيا بين النهر والبحر التي اصبح ميزانها يميل لصالحنا كاصحاب اصليين للارض وهذا مؤشر قوي لحتمية عودة الحق لاصحابه بعد ان ثبت بان لا حق تاريخي لليهود في فلسطين وهو ما اكده عالم الاثار الاسرائيلي (زائيف هيرتسوغ ) : “سبعون عاما من الحفر والتنقيب في اسرائيل وصلنا الى طريق مسدود ، الامر كله مختلق لم نجد دليل واحد يؤكد ان لنا وجود تاريخي في فلسطين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى