زيارة أنتوني بلينكن الـ11 للمنطقة.. جولة أخيرة قبل الانتخابات بدون نجاح
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
انتهت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التي استمرت أسبوعًا إلى المنطقة بشكل غير متوقع في لندن، يوم الجمعة، لكن عدم حدوث اختراق لوقف إطلاق النار في غزة لم يكن مفاجئًا للمسؤولين الأمريكيين والعرب، الذين وصفوا الصراعات الإقليمية المتنامية بأنها “كابوس”.
وكانت الرحلة إلى إسرائيل وقطر والسعودية متوقعة، بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الشهر إنه سيرسل بلينكن إلى المنطقة في أعقاب اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وهي الخطوة التي قال بلينكن، إنها “ساعدت على فتح نافذة لمحادثات جديدة بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي كان راكدًا منذ أشهر”.
ناقش بلينكن ومسؤولون أميركيون آخرون مقترحات مختلفة من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب المدمرة على غزة. وكان النقاش الرئيسي هذا الأسبوع أكثر تركيزًا على خطة ما بعد الحرب للحكم الفلسطيني وإعادة الإعمار والأمن للمنطقة ككل.
وفيما يلي بعض النقاط التي يمكن أن تلخص زيارة بلينكن الحادية عشرة إلى المنطقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، بحسب ما ورد في وكالة “أسوشيتيد برس”.
إعادة إحياء المفاوضات
في حين كانت التوقعات منخفضة بشأن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل أنه بعد عدة أسابيع من عدم عقد اجتماعات، سيصل مفاوضون أميركيون وإسرائيليون إلى قطر في الأيام المقبلة لإحياء المحادثات.
ولعبت قطر دور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس. وقال بلينكن، في حديثه للصحافيين يوم الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، إن المفاوضين سيعودون قريبًا. وقال بلينكين “إن ما يتعين علينا أن نحدده حقًا هو ما إذا كانت حماس مستعدة للانخراط”.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: “لا تغيير في موقفنا”. مضيفًا أن وفد الحركة سمع من وسطاء في القاهرة عن إمكانية إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه أكد أن الحركة لا تزال تصر على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك انسحابها الكامل من القطاع.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الموساد، سيتوجه إلى قطر يوم الأحد للقاء مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري.
وضع الخطوط الحمراء
طوال الرحلة، تساءلت الولايات المتحدة عن جوانب تعامل إسرائيل مع الحرب، وأثارت مخاوف بشأن خطة مثيرة للجدل في شمال غزة، فضلًا عن دفع حليفتها إلى الالتزام بالقانون الإنساني، فيما يتعلق بالمستوى غير الكافي من المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين.
قبل مغادرة تل أبيب، حاصر بلينكن ومسؤولون أميركيون آخرون نتنياهو وأعضاء حكومته فيما يتعلق باقتراح يدعمه بعض المسؤولين الإسرائيليين يقضي بإصدار أوامر للمدنيين بمغادرة الشمال وتجويع أو قتل أي شخص متبق.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء، إن نتنياهو ومساعده رون ديرمر نفيا وجود مقترح يحمل عنوان “خطة الجنرالات”.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الخاصة، إن الولايات المتحدة ردت بالحث على الإسرائيليين بذل كل الجهود الممكنة لتوضيح علنًا أن هذه ليست سياستهم.
وفي الاجتماع نفسه، تطرق بلينكن أيضًا إلى قضية وصول المساعدات إلى غزة، وذلك متابعة لرسالة صارمة أصدرها مؤخرًا هو ووزير الدفاع لويد أوستن، والتي دعت إلى علاج الوضع المزري على الأرض بالنسبة للفلسطينيين.
وبحسب المسؤول، حدد بلينكين سلسلة من المجالات التي يحتاج الإسرائيليون إلى تحسينها، وحدد مهلة نهائية مدتها 30 يومًا لبدء رؤية التقدم.
وبعد أيام في الدوحة، أعلن بلينكن عن تقديم 135 مليون دولار إضافية من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، لكنه قال مرة أخرى إن المساعدات ستكون بلا جدوى إذا لم تتمكن من الوصول إلى المدنيين المحتاجين.
إحباط
أعرب العديد من القادة العرب هذا الأسبوع علنًا عن استيائهم من وضع مفاوضات وقف إطلاق النار بعد أكثر من عام على الحرب.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه “حزين؛ لأن الوسطاء اقتربوا من التوصل إلى اتفاق عدة مرات في الأشهر الأخيرة فقط قبل أن يخرجوا عن مسارهم”.
وقال للصحافيين في الدوحة يوم الخميس الماضي : “في كل مرة اقتربنا فيها من الحل، وجدنا للأسف خطوات كثيرة إلى الوراء”.
وأضاف أنه في المستقبل ستكون هناك عواقب “في حال رفض أي من الأطراف المشاركة بشكل بناء في المفاوضات”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لبلينكن مباشرة خلال اجتماع يوم الجمعة في لندن إن “الحكومة الإسرائيلية لا تستمع إلى أحد”، ونتيجة لذلك أصبحت الصراعات “كابوسًا لا تزال المنطقة تعيش فيه”.
وقال الصفدي إن “الطريق الوحيد لإنقاذ المنطقة من ذلك هو أن توقف إسرائيل اعتداءاتها على غزة وعلى لبنان، وأن تتوقف عن الإجراءات الأحادية غير القانونية في الضفة الغربية، والتي تدفع أيضًا الوضع إلى التدهور”.
نفاد الوقت
وتساءل كثيرون عما إذا كان توقيت الرحلة هو بمثابة جهد اللحظة الأخيرة الذي تبذله إدارة بايدن لتحقيق حتى أكثر الاختراقات تواضعًا في المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأشار بلينكين بدلًا من ذلك إلى أن اغتيال السنوار وفر فرصة ضرورية للغاية للوسطاء الذين قضوا الشهر الماضي في محاولة العودة إلى طاولة المفاوضات. وتدفع الولايات المتحدة قدمٍا بالمناقشات حول “خطة ما بعد الحرب”.
وهذه هي المرة الأخيرة التي يزور فيها بلينكين المنطقة قبل يوم الانتخابات في غضون 11 يومًا، وكان الديمقراطيون يأملون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي بدأ فيه الأميركيون التصويت.
وكان من شأن ذلك أن يساعد في تخفيف الانتقادات الخطيرة التي وجهها العديد من الناخبين لموقف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بشأن الحرب.