الرئيسيةتقارير

90 مليون شيكل تُنفَق سنوياً لتعديل مزاج الغزيين

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – تقرير نادين عثمان:

لا يكاد منزلاً أو مكان للعمل في قطاع غزة، يخلوا من رائحة المعشوقة السمراء صباح كل يوم، إنها القهوة السمراء عشق الملايين خاصة من أهالي قطاع غزة، تلك البقعة الجغرافية الصغيرة التي لا تتجاوز “360 كيلو متر مربع”.

يستهلك أهالي القطاع ما يقارب 2500 طن من القهوة السمراء سنوياً، أي ما يعادل 90 مليون شيكل في كل عام، بواقع استهلاك يتراوح بين 6-7 أطنان يوميا، وذلك حسب ما وردنا من الاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد في غزة، وتعد هذه الكمية ضخمة مقارنة بمساحة القطاع و تعداد سكانه البالغ حوالي 2 مليون نسمة.

أسباب ارتفاع نسبة استهلاك المواطنين للقهوة

يرجع سبب ارتفاع نسبة استهلاك القهوة في غزة إلى أسباب متعددة ، أهمها حالة الفراغ والركود التي يعاني منها المواطنون، ولاسيما الشباب، الأمر الذي يجعل المقاهي ملاذهم الوحيد للتفريغ عن أنفسهم.

ومن جهة أخرى تدني أسعار القهوة، ويرجع ذلك إلى المنافسة الشديدة بين المنتجين، وتبين أن إنتاج غزة للقهوة المطحونة يتجاوز الـ90%، والتي يتم استهلاكها في قطاع غزة، هي من الإنتاج المحلي بالدرجة الأولى، حيث يعمل في إنتاج القهوة وتسويقها أكثر من 20 مصنع كبير ومطحنة صغيرة.

رغم الحصار المستمر للسنة الـ16 على التوالي، والذي ساهم في تدمير القطاع الصناعي بغزة، إلا أن مصانع إنتاج القهوة كانت الأقل تضررًا، وتستمر في العمل والإنتاج بوتيرة عالية حتى الآن.

المتحدث الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بغزة، عبد الفتاح أبو موسى، أوضح أن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب استهلاكًا للقهوة، وذلك وفق تقارير وإحصائيات عالمية، وتابع أن وزارة الإقتصاد تتابع عن كثب خط انتاج القهوة رغما بساطته وقلة تكاليفه، حيث بين أن خط الانتاج تكاليفه قليلة وغير معقدة، على غرار المصانع الغذائية الأخرى بشكل عام.

ونوه إلى أنه من أسباب الاستهلاك الكبير للقهوة في قطاع غزة، تدني أسعارها وأنها تناسب مع جميع شرائح المجتمع حيث يبلغ متوسط ثمن الكيلو أقل من 10 دولارات، وذلك بسبب المنافسة بين المصانع والمطاحن إلى جانب اختلاف حجم الطلب بين الفترة والأخرى، مما يجعل هناك فائضا في العرض، الأمر الذي يدفع أصحاب هذه المصانع لتخفيض أسعار القهوة من أجل تسويقها.

سلعة استهلاكية لا تنفذ

وأوضح محمد النفار صاحب مقهى”كابريسو” في قطاع غزة، أن كمية الانتاج للقهوة في قطاع غزة كبيرة جداً، وتعتبر كسلعة استهلاكية أساسية يحتاجها المواطنون في حياتهم بشكل يومي،

وقال النفار، يوجد لدينا أكثر من 150 نوعًا من القهوة يتم استيراد معظمها من إيطاليا، وحوالي 33 نوعا من القهوة الخضراء يتم استيرادها من دول أخرى أهمها البرازيل وكوالالمبور والهند وغواتيمالا والأكوادور، ويتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر المعابر الحدودية، ومن ثُم يتم تحميصها وطحنها في معامل الشركة الخاصة، لتوزع بعد ذلك على نقاط البيع.

بائع القهوة إبراهيم لبد يروي لـ “الخامسة للأنباء” تفاصيل طبيعة عمله كبائع قهوة في ساحة الجندي المجهول بغزة، فقال: “أصنع القهوة وأبيعها منذ أكثر من 7 أعوام، القهوة تعتبر المشروب الأول لأهالي قطاع غزة نظرًا لثمنها الزهيد و سرعة تحضيرها وأيضا لذاذاة طعمها، وأشار لبد إلى أنه يلاحظ اللهفة لدى الناس خاصة في الصباح لشرب “فنجان القهوة” قبل توجههم الى أعمالهم.

وشرح لبد عن حالة الفراغ التي يعيشها المواطنين الغزيين نظرا لتفشي البطالة وقلة فرص العمل، مما يدفع المواطنين للتوجه إلى المقاهي البسيطة وخاصة “البسطات” التي تنتشر بكثرة في أزقة وشوارع قطاع غزة، حيث يتناولون القهوة بسعر رخيص.

في الجانب الآخر من المنتزه، يقف المواطن “محمد البطش” ذي الـ 30 عامًا؛ منتظرا أن يُجهّز له بائع القهوة المتجول كأسًا من القهوة ليبدأ به صباحه قبل توجهه للعمل، ويقول للخامسة للأنباء “فنجان قهوة صباحًا أمر لا يمكنني الاستغناء عنه يوميًا، بل لا بد من تكرارها عدة مرات في اليوم للحفاظ على مزاج متزن وقدرة على التركيز في العمل”.

ووفق ما صدر عن المنظمة الدولية للقهوة (مقرها لندن)، فإن كمية استهلاك القهوة على المستوى العالمي يصل الى نحو 3 مليارات كوب يوميًا بحسب المنظمة، فإن تكلفة إنتاج القهوة في المزارع زادت، ما أدى إلى انخفاض دخول المزارعين وعائلاتهم بنسبة 30% مقارنة مع السنوات العشرة الأخيرة، الأمر الذي يُهدد سُبل عيشهم.

وأخيراً، تجدر الإِشارة الى أن تصنيف استهلاك القهوة من المنظور الصحي يضعها في منطقة الوسط “بين الضرر والفائدة”، وينصح الأطباء وأخصائيو التغذية بتناولها بجرعات محدودة، وعدم الافراط في شربها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى