كارثة إنسانية شاملة في غزة.. أرقام صادمة بعد 580 يومًا من حرب الإبادة الجماعية المستمرة

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الخميس 8 مايو 2025، بيانًا جديدًا يُعد من أكثر البيانات مأساوية حتى الآن، يُوثّق فيه مرور 580 يومًا على حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، كاشفًا عن أرقام صادمة تؤكد حجم الكارثة الإنسانية والمجزرة المستمرة بحق المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.

أرقام مرعبة: شهداء ومجازر بلا توقف

وفق البيان، بلغ عدد الشهداء والمفقودين منذ بداية الحرب أكثر من 62 ألفًا، من بينهم أكثر من 10 آلاف مفقود، أغلبهم ما زال تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول. وتم توثيق 52,760 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات، إلى جانب ارتكاب الاحتلال لأكثر من 12,000 مجزرة، منها 11,926 مجزرة ضد العائلات، قضت على أسر بأكملها، حيث تم مسح 2,200 عائلة كاملة من السجل المدني، بينما لم يتبقَّ من 5,120 عائلة سوى فرد واحد فقط.

أطفال غزة في عين العاصفة

الواقع الأكثر إيلامًا يتعلق بالأطفال، فقد استشهد أكثر من 18,000 طفل، بينهم 311 رضيعًا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب، و908 أطفال أعمارهم دون العام. كما استشهد 57 طفلًا نتيجة سياسة التجويع، و14 طفلًا بسبب البرد القارس. ويُشير البيان إلى وجود 41,000 طفل يعيشون بدون أحد الوالدين أو كليهما.

النساء والكوادر المدنية تحت النيران

قُتلت أكثر من 12,400 امرأة، بالإضافة إلى 1,411 من الطواقم الطبية، و214 صحفيًا، و113 من الدفاع المدني، و754 من أفراد شرطة تأمين المساعدات. كما تعرض 236 مركزًا للإيواء للقصف، وتم استهداف 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات انتُشل منها 529 جثمانًا.

كارثة صحية شاملة

القطاع الصحي على وشك الانهيار، حيث تم تسجيل 119,264 جريحًا، و17,000 منهم بحاجة لتأهيل طويل الأمد، مع وجود أكثر من 4,700 حالة بتر، بينهم أطفال بنسبة 18%. كما تم تدمير أو إخراج 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا عن الخدمة، إضافة إلى استهداف 144 سيارة إسعاف.

البنية التحتية والزراعة في حالة دمار شامل

أشار البيان إلى أن نسبة الدمار في القطاع تجاوزت 88%، حيث دمّر الاحتلال أكثر من 210,000 وحدة سكنية كليًا، ودمّر أكثر من 1.25 مليار دولار من القطاع الزراعي. وتضرر 100% من الثروة السمكية، وانهار إنتاج الخضروات بنسبة تتجاوز 85%.

مجاعة وحرمان من التعليم والعلاج

تُشير الإحصائيات إلى أن 2.4 مليون مواطن مهددون بالمجاعة، وهناك أكثر من 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، و22,000 مريض بحاجة للعلاج في الخارج، لكن الاحتلال يمنع سفرهم. كما حُرم 785,000 طالب وطالبة من التعليم، وقتل الاحتلال أكثر من 13,000 طالب و800 معلم.

خسائر فادحة تتجاوز 42 مليار دولار

ختم البيان بإحصاء أولي للخسائر المباشرة التي تجاوزت 42 مليار دولار، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال تدمير كل مكونات الحياة في غزة، من مدارس ومساجد وشوارع ومقابر ومنشآت حيوية.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد يوم، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وانهيار شبه كامل لكافة مقومات الحياة. الملايين من السكان يعيشون أوضاعاً كارثية، بين نازح يفتقر لأدنى مقومات الإيواء، ومريض لا يجد العلاج، وأم ثكلى تنتظر جثمان طفلها تحت الأنقاض. فيما تحاصر المجاعة أكثر من مليونَي إنسان، وتمنعهم من حقهم في الغذاء والدواء والماء النظيف، وسط صمت دوليٍ يفاقم حجم المأساة ويعكس تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية.