هيئة الأسرى تكشف شهادات صادمة: تعذيب ممنهج واعتقال “لا إنساني” لأسرى غزة في سجون الاحتلال

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن تفاصيل مروّعة، وردت في إفادات حديثة أدلى بها أسرى فلسطينيون من قطاع غزة، تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السجون والمعسكرات المختلفة، في ظل ظروف اعتقال وصفت بـ”الجحيم” و”القبور البشرية”.

ووفق ما وثقته الهيئة من خلال زيارات قانونية أجريت بين أواخر أيار وبداية حزيران 2025، فإن المعتقلين يتعرضون لـتعذيب ممنهج وتحقيقات قاسية تمتد لساعات طويلة، إضافة إلى حرمان من أبسط الحقوق الإنسانية والمعيشية، بما يشمل التجويع، الإذلال، سوء المعاملة، وانعدام الرعاية الصحية.

وأكدت الهيئة أن هذه الشهادات جُمعت من معتقلين محتجزين في عدة مواقع أبرزها: سجن النقب، معسكر عوفر، معسكر سديه تيمان، وقسم ركيفت الواقع تحت سجن “نيتسان الرملة”، حيث يعاني الأسرى هناك من أوضاع كارثية تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

وحسب معطيات إدارة سجون الاحتلال، بلغ عدد المعتقلين من غزة في السجون فقط حتى مطلع حزيران الجاري 2214 أسيرًا، وهو رقم لا يشمل المعتقلين المحتجزين في المعسكرات العسكرية، ما يشير إلى وجود عدد أكبر من المحتجزين مجهولي المصير، خاصة مع غياب الشفافية والتعتيم الإعلامي الذي تفرضه سلطات الاحتلال على هذه الملفات.

وتُعد هذه الإفادات دليلًا إضافيًا على سياسة القمع والتنكيل الجماعي التي يتعرض لها الفلسطينيون من قطاع غزة منذ بدء العدوان، في خرق واضح لكل القوانين والمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة.

وتطالب المؤسسات الحقوقية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسسات العدالة الدولية بـالتدخل الفوري للتحقيق في هذه الانتهاكات الخطيرة، وضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى، كما تُطالب بالسماح للمنظمات الدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بزيارة كافة أماكن الاحتجاز والاطلاع على أوضاع الأسرى وظروف احتجازهم.