خلافات حادة داخل الكابينت تُعرقل اتخاذ قرار بشأن حرب غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

انتهى اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت)، المخصص لمناقشة مستقبل الحرب في قطاع غزة، دون التوصل إلى أي قرار حاسم، وسط خلافات حادة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية، بحسب ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية.
ووفق التقارير، انعقد الاجتماع في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي الجنوبية، بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، في وقت يزداد فيه الضغط الداخلي والدولي لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرين شهراً.
وأفادت مصادر مطلعة أن الاجتماع شهد جدلاً محتدماً بين وزراء في الحكومة وقادة عسكريين، حيث رفض بعض المسؤولين السياسيين تقديرات الجيش بأن عملية “عربات غدعون” أوشكت على نهايتها، مشددين على أن حركة حماس لم تُهزم بعد، وأن الحملة العسكرية يجب أن تستمر لتحقيق أهدافها.
من جانبه، أكد نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – أن أولوية إسرائيل تكمن في استعادة الأسرى المحتجزين في غزة، متحدثاً عن “فرص عديدة” أتيحت بعد ما وصفه بـ”النصر على إيران”، ومشدداً على أن هزيمة حماس لا تزال هدفاً مركزياً.
في المقابل، عبّر قادة في الجيش، وعلى رأسهم رئيس الأركان، عن رفضهم التام لفكرة احتلال غزة بالكامل، مفضلين التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، مطالبين القيادة السياسية بوضع خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة.
ونقلت قناة “13” عن مصادر عسكرية أن الحرب على غزة بلغت حدها الأقصى من الناحية العملياتية، وأن الجيش لا يرى جدوى في استمرار القتال ما لم يُبرم اتفاق سياسي. كما كشفت “هيئة البث الإسرائيلية” أن المؤسسة الأمنية تعتبر الوضع الحالي فرصة نادرة لإحداث تغيير إقليمي، يمكن استثماره للتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين.
بدورها، أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن نتنياهو لا يزال متمسكاً بأهداف الحرب، لكنه منفتح على تنفيذ صفقة وفق مقترح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، على أن يُستأنف القتال بعد ذلك إذا اقتضت الضرورة.
وأعلنت الصحيفة أن اجتماعاً جديداً للكابينت سيُعقد اليوم الإثنين عند الخامسة مساءً، لمواصلة النقاش حول نفس الملف.
ضغط داخلي متزايد
في الداخل الإسرائيلي، رحبت هيئة عائلات الأسرى بإعلان نتنياهو عن أولوية إعادة المحتجزين، واعتبرته خطوة إيجابية رغم تأخرها، داعية إلى إبرام صفقة شاملة تُنهي الحرب وتعيد نحو 50 أسيراً، بينهم 20 على الأقل ما زالوا على قيد الحياة، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وأكدت الهيئة أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين تدرك أن استعادة الأسرى لن تتم إلا من خلال اتفاق سياسي يضع حداً للقتال، مطالبة نتنياهو باتخاذ “قرار تاريخي يغلّب الاعتبارات الأخلاقية والوطنية على المصالح الشخصية والسياسية”.
ضغوط أميركية وتلميحات ترامب
على الصعيد الدولي، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول أميركي أن واشنطن ستضغط على وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال زيارته المقبلة، من أجل دفع الحكومة نحو إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق.
من جهته، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصة “تروث سوشال”، إلى تسريع إنجاز الصفقة، محذّراً من أن “مهزلة محاكمة نتنياهو” قد تؤثر سلباً على المفاوضات مع كل من حماس وإيران.
في المقابل، استبعدت مصادر في حزب الليكود والائتلاف الحاكم أن يتدخل الكنيست لوقف المحاكمة أو سن تشريعات تمنح نتنياهو الحصانة، مؤكدة أن هذا الخيار غير مطروح حالياً.
ورغم مناقشات جرت داخل الائتلاف بشأن ربط صفقة الأسرى بإنهاء محاكمة نتنياهو، إلا أن تلك الفكرة وُصفت بأنها “غير واقعية”.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 50 أسيراً في غزة، مقابل أكثر من 10,400 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يعاني كثير منهم من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، ما أسفر عن وفيات متكررة، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.