التفاصيل الكاملة.. أزمة البرازيل من الانتخابات إلى الاقتحامات
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – وكالات:
بعد قيام أنصار جايير بولسونارو، الرئيس البرازيلي السابق، أمس الأحد، باقتحام مبنى الكونغرس والقصر الرئاسي ومقرات الوزارت والمحكمة العليا في العاصمة برازيليا، بعد أن كسروا الطوق الأمني المضروب حول هذه المنشآت، وذلك احتجاجا على عودة الرئيس اليساري لولا دا سيلفا إلى الحكم مجددا، الأسبوع الماضي، قد يبدوا هذا الوضع مفاجئا للبعض، لكن بالنظر إلى مسار الأحداث في الأشهر الماضية سيساهم في توقع هذه النتيجة.
وقد اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق، الأحد، مقرات الكونغرس والقصر الرئاسي، بالتزامن مع عدم وجود الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في القصر أو العاصمة وقت الاقتحام.
جاءت بداية القصة قبل الانتخابات التي تمت في شهر أكتوبر الماضي، التي تعتبر الأكثر جذبًا في تاريخ البرازيل منذ عقود، والتي تنافس فيها اليساري لولا دا سيلفا الذي حكم البرازيل من عام 2003 حتى عام 2010، وبذل مجهود كبير للرجوع بعد سجنه 18 شهرا بتهم مثيرة للجدل أسقطت فيما بعد، وبين اليميني جايير بولوسونارو المعروف بأنه “يميني شعبوي”.
واستمر جايير في جهوده للفوز بولاية ثانية عقب ولاية أولى من أربع سنوات تعرض فيها للكثير من لانتقادات بسبب تعامله مع فيروس “كوفيد 19″ المعروف باسم كورونا، وتصريحاته المثيرة للجدل حول النساء والصحافة والأقليات و”الأعداء المتخيلين” مثل المحكمة العليا.
وفي الحملة الانتخابية، ظهرت الاختلافات وبدأت البلاد في الانقسام وشهدت استقطابا شديدا.
وقام جايير بمهاجمة نظام التصويت وهدد بالطعن في حال هزيمته، حتى قبل بداية التصويت.
وعقب مرور جولة الأولى غير حاسمة في بداية شهر أكتوبر الماضي، تم إعادة الجولة بين الاثنين في أواخر الشهر ذاته، فاز فيها لولا (77 عاما) بفارق ضئيل (50.9 في المئة) على بولسونارو.
لكن لم يعترف بولسونارو بهزيمته، وهو ما يبدو أنه غذى احتجاجات أنصاره.
وفي السياق ذاته، قام العديد من مؤيدي الرئيس بإغلاق عدد من الطرق السريعة احتجاجا ووضعوا مخيمات أمام ثكنات الجيش، مطالبين بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي المنصب.
كما هاجم أنصار بولسونارو مقر الشرطة الاتحادية في العاصمة برازيليا، في 13 ديسمبر الماضي، واشتبكوا مع قوات الأمن، في اليوم نفسه الذي أقرت فيه المحكمة العليا في البلاد فوز دا سيلفا في الانتخابات.
وفي بداية شهر يناير الجاري، قام دا سيلفا بتأدية اليمين كرئيسا للبرازيل، خلال إجراءات أمنية مشددة، وذلك بعد تهديد أنصار سلفه بارتكاب أعمال عنف، ولم يشهد سلفه حفل تأدية اليمين.
وقبيل الحفل، غادر بولسونارو البرازيل وذهب إلى ولاية فلوريدا الأميركية، حتى لا يسلم الوشاح لمنافسه، الذي لم يعترف حتى الآن بفوزه.
والجدير بالذكر أن بولسونارو قد ألقى خطابا غالبته فيه الدموع، قبل توجهه إلى فلوريدا، واستنكر فيه خطة أحد أنصاره لتنفيذ تفجير ووصفها بأنها “عمل إرهابي”، لكنه عبر عن فخره بالمحتجين أمام ثكنات الجيش في جميع أنحاء البلاد.