تقارير

“ثورة البراق”.. 93 عاماً والصراع مازال قائماً

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نادين عثمان – تقرير خاص

في بدايات القرن الـ20 كان الانتداب البريطاني قد أقر إلى تغيير معالم فلسطين وخاصة القدس، بهدف إقامة وطن قومي لليهود في الدولة عاصمته القدس استنادا إلى إعلان بلفور عام 1917.

شرارة الثورة

نيسان/أبريل عام 1920، وقعت اشتباكات محتدمة وواسعة بين العرب واليهود في مدينة القدس، و أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح أكثر من مئتي شخص من الجانبين.

وفي الأول من أيار/مايو 1921، اندلعت في مدينة يافا صدامات دامية بين العرب واليهود، استمرت لعدة ايام،  حيث قام الفلاحين والبدو العرب بمهاجمة و الإقتتال مع عدد من المستعمرات اليهودية، وأدى ذلك لمقتل   95 شخص و وقوع 219 جريح من كلا الطرفين.

من قاد الثورة

جرت اشتباكات عنيفة بمدينة القدس بتاريخ 9 أغسطس عام 1929 و احتدت لتصل إلى ذروتها ويطلق الفلسطينيون عليها إسم “ثورة البراق” وكانت هذه الثورة في عهد الإنتداب البريطاني على فلسطين.

وجاءت هذه الثورة الكبرى تزامناً مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف في 15 أغسطس 1929، الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي.
حينها نظمت حركة “بيتار” الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من بني صهيون في القدس، وبدأت النداءات والهتافات تنطلق من اليهود وكان أبرزها “الحائط لنا” ،  وأيضاً وينشدون نشيد الحركة الصهيونية.

تمكنت الشرطة البريطانية  حينها  عن معرفة توقيت المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود.

وكان اليوم  التالي رداً من القادة العرب على مسيرة اليهود وتم تنظيم مظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا نحو حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية

أسباب قيام ثورة البراق

في بداية عام 1929 ، كانت أوضاع الشعب الفلسطيني سيئة للغاية و  قد ازدادت سوءاً بعد أن تعرضت البلاد لكوارث طبيعية منها “الجراد والزلزال والوباء” التي اجتاحتها عام 1927، وفضلاً عن بداية الأزمة الاقتصادية العالمية (1929 – 1932).

وبدأت حين ذاك حكومة الانتداب البريطاني بوضع تشريعات جديدة لإستقطاب أعداد جديدة من المهاجرين اليهود إلى فلسطين حتى زاد عدد من دخلوا إلى فلسطين منذ بداية الاحتلال البريطاني وحتى بداية 1929 مائة ألف مهاجر، عدا ذلك الآلاف الكثيرة الأخرى من المتسللين غير الشرعيين

احتدم التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستمرت لعدة أيام، حيث انتقلت الإشتراكات من مدينة لأخرى لتعم البلاد و تمكن حينها العرب من قتل 67 يهوديا كانو مستوطنين بمدينة الخليل، وتمكن جزء آخر من اليهود من التمتع بحق الحماية من بعض السكان العرب الرافضين للعنف، ولكن بعد ايام من اندلاع الإشتباكات تمكنو من الهجرة من الخليل خشية تطور الأحداث

وامتدت المواجهات لمدينة صفد حيث تعرض يهود صفد لعمليات العنف من قبل السكان العرب. اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف.

أما في غزة كان المجتمع اليهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوات البريطانية.


نتائج ثورة البراق

كانت حصيلة الاشتباكات، التي امتدت من الخليل وبئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا كالتالي:

• 116 شهيدا فلسطينيا و133 قتيلا يهوديا

• 232 جريحا فلسطينيا و339 جريحا يهوديا

وبعد أن تمكنت سلطات الانتداب من السيطرة على الموقف بكل صعوبة، تمكنت من اعتقال 900 فلسطينياً، وقدمتهم للمحاكمة حيث أصدرت 27 حكماً بالإعدام شنقاً، وبعدها تم تخفيف أحكام 24 شخص ليتم الموافقة على إعدام 3 محوكمين فقط وهم :  ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو 1930، في سجن مدينة عكا المعروف باسم (القلعة)، في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير.

ونفذ الحكم يوم 17 يونيو/حزيران 1930، في سجن مدينة عكا المعروف باسم (القلعة)، ولأن الشهداء الثلاثة أعدموا يوم الثلاثاء، أطلق عليه يوم “الثلاثاء الأحمر”.

تبعيات الثورة



وبعد أحداث ثورة البراق، قرّر مجلس عصبة الأمم يوم 14 يناير/كانون الثاني 1930 بتشكيل لجنة على وجه السرعة اقترحت الحكومة البريطانية أسماءها، وتكليفها بالبتّ في “مسألة حقوق ومطالب المسلمين واليهود في حائط البراق

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 1930، خلصت اللجنة إلى أن ملكية حائط البراق تعود إلى المسلمين، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، كما رأت أن الحائط الغربي يعدّ جزءًا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف.

وأضافت أن لليهود الحق في حرية الوصول إلى الحائط الغربي لإقامة التضرعات (الصلوات) في جميع الأوقات مع مراعاة عدد من الشروط. وفي واقع الأمر، فإن اللجنة أقرّت الوضع القائم الذي كان سائدًا في عهد العثمانيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى