إعلام الأسرى: ازدواجية المعايير الدولية تتجلى في تعاملها مع قضية الأسرى
العالم يخرج عن صمته بعد الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين

قال مكتب إعلام الأسرى إنّ خروج ثلاثة أسرى إسرائيليين كانوا في غزة، بعد أن فقدوا بضعة كيلوغرامات من أوزانهم، يكشف مجددًا الوجه الحقيقيّ وازدواجيّة المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى.
وتحرر 183 أسيرًا في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى، السبت، حيث استقبلت حشود من الناس في رام الله بالضفة الغربية حافلة تقل 42 أسيرًا محررًا. وبدا العديد من المفرج عنهم في حالة صحية سيئة، واشتكى بعضهم من سوء المعاملة، وقال الهلال الأحمر إنه نقل 6 من المفرج عنهم إلى المستشفيات.
وأضاف “إعلام الأسرى” في بيان أنه في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلاته، يتكشف مجددًا الوجه الحقيقي لازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى، فحين استشهد الأسير ناصر أبو حميد وعشرات الأسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، لم يتحرك العالم، ولم تصدر إداناتٌ أو مطالبات بمحاسبة المجرمين، وحين خرج مئات الأسرى من سجون الاحتلال باعاقات دائمة، محطّمين نفسيًا وجسديًا بفعل سنواتٍ من التعذيب والتنكيل، لم يكن هناك استنفار دولي ولا استنكار حقوقي.
وجاء في البيان: “لكن اليوم، فجأةً، يخرج العالم عن صمته لأن ثلاثة من أسرى الاحتلال لدى المقاومة فقدوا بضعة كيلوغرامات من أوزانهم بفعل الحصار الإسرائيلي للقطاع، وكأنّ الإنسانية أصبحت مفصّلة وفق هوية الضحية، وكأن المعاناة لا تُحتسب إلا عندما يكون المتضرر من طرفٍ بعينه، فأين كان هذا الضجيج عندما تحولت زنازين الاحتلال إلى مسالخ بشرية؟ وأين كان هذا الاستنفار عندما خرج الأسرى الفلسطينيون من المعتقلات وهم مجرد ظلالٍ هزيلة لأنفسهم، بعدما حُرموا من الطعام والدواء وأبسط حقوقهم الإنسانية؟”.
واعتبر “إعلام الأسرى” أن ما وصفه بـ “النفاق الدولي والتغاضي عن جرائم الاحتلال” يمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاكاته. وحذّر من أن استمرار الصمت على الجرائم الإسرائيلية سيؤدي إلى المزيد منها، وأنّ حقوق الأسرى الفلسطينيين ليست قضية هامشية.
وطالب الجهات الحقوقية والإنسانية بأن تخرج من دائرة التواطؤ والانحياز، وأن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في مواجهة هذه الجرائم، وإلا فإن “العالم الذي يدّعي العدالة والإنسانية سيثبت مجددًا أنه لا يعدو كونه ساحةً للمصالح السياسية”.
وكان نادي الأسير قال في بيان السبت، إنّ أوضاع المحررين الصحية، وحاجة بعضهم النقل إلى المستشفى، عكست مستوى الفظائع التي تعرضوا لها على مدار الفترة الماضية في سجون الاحتلال.
وأضاف أن غالبية الأسرى الذين تحرروا ضمن الصفقة، وكذلك غالبية من أفرج عنهم بعد حرب الإبادة يعانون من مشاكل صحية، الأمر الذي استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات، وذلك جراء جرائم التعذيب والجرائم الطبيّة، وجريمة التجويع، التي تعرضوا لها، عدا عن عمليات التنكيل والإذلال، ومنها الضرب المبرح الذي تنفذه وحدات القمع، والذي يهدف من خلاله لقتل الأسرى، أو التسبب لهم بإصابات، ومشاكل صحية يصعب علاجها لاحقًا.

وأضاف أن من الأسرى الذين تحرروا اليوم ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، الأسير محمد خميس إبراش من مخيم الأمعري برام الله، المعتقل منذ 2003، وقد تعرض لمحاولة اغتيال، أسفرت عن بتر رجله اليسرى، إضافة لفقدانه النظر بشكل كامل في عينه اليمنى، وتلف في قرنية عينه اليسرى، وإصابته بشظايا في أنحاء جسده كافة. حكمه الاحتلال بالسجن المؤبد ثلاث مرات إضافة إلى 30 سنة.
وتعقيبًا على مشاهد خروج الأسرى الإسرائيليين في آخر دفعة جرت السبت، قال بنيامين نتنياهو إن مشهد الرهائن الثلاثة وهم في حالة ضعف وهزال “صادم ولن يمر مرور الكرام”.
فيما وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم تسليم الأسرى بأنها “مثيرة للاستهجان ووحشية” وقال “هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية”.
فيما قارن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بين صور الأسرى الثلاثة المفرج عنهم بصور ناجين من معسكرات الاعتقال النازية، وهو الأمر الذي استفزّ وزير المالية الإسرائيلي الذي قال إنّ “معاناة الرهائن في الأسر الوحشي لدى حماس تمزّق القلوب، لكن المقارنات مع المحرقة خطأ فادح وإهانة للمحرقة”.