مقالات الخامسة

رنا العفيف: طهران ما بين الانتصار الكامل وفوز النقاط.. حرب الظل

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

منذ مطلع العام الحالي وايران لم تهدأ بتفكيك عدد من شبكات التجسس التابعة لل سي اي أي ، ذات الأهداف المتعددة ، فمثلا السبت الماضي في الثالث والعشرين من تموز أعلنت وزارة الاستخبارات الايرانية ، تفكيك عملاء تابعة للموساد ، دخلت البلاد من إقليم كردستان العراق ، كانت تحضر لاستهداف مراكز حساسة ، وبحوزتها معدات وذخائر حديثة متطورة ، وغيرها الكثير إذ هناك أسئلة كثيرة متعلقة بتعزيز قدرات طهران ، كيف عززت طهران قدرتها في حرب الظل مع تل ابيب ؟ وما فحوى الرسائل المتكررة التي ترسلها ايران للداخل والخارج ؟ لا سيما رسائل المتعلقة بالأقليم والاضاءة على الممرات ؟

طبعا قامت ايران بتفكيك شبكة تجسس جديدة للموساد وبعد أيام على إسقاط اخرى ، تسللت عبر كردستان العراق ، وفي ظل التصعيد الاستخباري الاسرائيلي يرى كثيرون أن تسمية حرب الظل لم تعد كذلك بين تل ابيب وطهران وانما بأبعادها الثلاثية ، من خلال تصعيد إذ يقابله تصعيد أخر ، فما كان على ايران إلا أن تخوض هذة المعركة الموسادية مع اسرائيل والتي هي أكبر مما يتصورها العقل ، وأهمها ، بتعزيز أوراق قوتها ، بتفكيك شبكة التجسس الاسرائيلية وضرب بنيتها التحتية ، ناهيك عن منافذ دخول الخطط والتحرك وفق التحركات والرصد ، إذ أخر الشبكات التي تم الايقاع بها شبكة تجسس استدرجها الموساد ، لمساعدة زعيم إحدى الجماعات الانفصالية ،بحسب بيان الأمن الداخلي الايراني ،مفاده أن أعضاء الشبكة كانو يعملون على افتعال الحرائق وكتابة الشعارات المناوءة للحكومة ، هذة الدعاية تلقت توجيهات إضافة للدعم المالي من قبل أجندات مخابراتية خارجية ، والهدف منها إثارة البلبلة داخل ايران بمعزل عن استهداف برنامجها النووي ، كل هذا استكناه سلسلة من النجاحات الأمنية التي رفعت سقف مستوى الرد على اليد الاسرائيلية الخفية ، التي تعمل جاهدة ببذل جهد متواصل ، لزعزعة أمن واستقرار طهران ، بما فيها دول الجوار ، التي اكلت نصيبها من الرسائل الواضحة بالانذار حرصا على أمنها من أي استهداف ، وخصوصية الرسائل هنا تبعث تحديدا للدول التي تحول أراضيها لمقر استهداف الأمن الايراني تحديدا ، لأن هذة المسألة حساسة بالنسبة لايران وتعني بذلك أن هناك المئات من العملاء الذين يعملون مع جهات استخبارية كا سي. اي. أي .وهم مدعمون من عدة دول وعلى رأسهم واشنطن ، ودمرتها ايران كليا ، فمنذ سنوات انهوا العمليات محملين الموساد المسؤولية لأي عملية اخرى تهز أمن المنطقة وايران ، ولكن مازالت العمليات سارية المفعول لليوم ، وذلك لإضعاف ايران ، وهنا السؤال الأبرز الذي يقول : لماذا تل ابيب مستمرة بهذة العمليات ضد ايران في توقيت تراجع استراتيجية الولايات المتحدة ؟
بكل تأكيد التوقيت يلعب دور هام بالنسبة لتل ابيب إذ رأينا تراجع كبير في نفوذ واشنطن في المنطقة ، هذا الاستهداف له دلالات واهداف سياسية ميدانية ، لم تحققها اسرائيل لا على مستوى زيارة بايدن للمنطقة ولا غيرها ، فقررت اسرائيل اللعب بعد أن فشلت واشنطن بدمجها في المنطقة ،متحسبة أن هذا الضغط سيجلب حلول ناجعة للولايات فيما يخص محادثات فيينا ويعيد ترتيب أرواقها من جديد ؟ وهنا أعتقد بأنهم تلقوا الإجابة على عملياتهم ضد ايران ، خاصة في ظل حرصها والاضاءه على الممرات التي عبرت منها هذة الشبكات ، وشاهدنا أخرها كيف تم قصف بعض المواقع الموسادية ، وطبعا للحد منها ، وبالتالي هنا كانت الرسائل واضحة المعالم لكافة الدول المجاورة لايران ، ومفادها التالي :

* إذا استخدمت اسرائيل أي أرض مجاورة لها لاستهداف ايران ومصالحها ، لن تستثني الأخيرة عن المواجهة ضد التهديدات باستهداف المراكز وعليهم تحمل نتائجها .
والجدير بالذكر هنا في السياق ذاته أن ايران لديها قدرات خارقة وعالية المستوى بكشف الكثير من هذة العمليات وهذة الخلايا التي تتبع للموساد الاستخباري ، وهذا ما يمتعض منه القادة الاسرائيليون ، وتل ابيب بالعموم ، لأنها تحاول إنشاء قاعدة مركزية رئيسية تعزز تعاونها مع البلدان المجاورة بالمجمل ، بهدف تقليص وإضعاف وكسر النفوذ الايراني في المنطقة ، وهذا حلم باتت تل ابيب تسعى لتحقيقه بعد فشل الأنواء الواشنطية بدمجها ، وكذا ايضا يحاولون وضع تهديدات جديدة لكي ترضخ ايران للولايات المتحدة تباعا للملف النووي ونشاطه .

كل هذة العوامل وضعت تل ابيب لها أهداف وقامت بتسعيرها الولايات عبر السي اي أي ، وبمعنى اخر هناك جهات عسكرية امريكية كانت تضع خطط عسكرية أمام ايران لغاية في نفسها ، ولكن عندما تمكنت ايران من كشف هذة المجموعات ، أصبحت اسرائيل البديل الرئيسي وبشكل يوحي تارة بالعلن وأخرى بالخفي ،لأن حقيقة الأمر تل ابيب لاتجرأ على المواجهة العسكرية مع ايران ، فهي تلعب حرب الظل ، لأنها لا تملك جرأة المواجهة العسكرية وبشكل مباشر مع ايران ، وغير ذلك جغرافية المكان لا توجد مساحة وهي تعلم ، لذا تستخدم كل سبل النظام الموسادي ، بأذرع وبمجموعات في سبيل تحقيق غايتها ومعها واشنطن ، فسياسة الضغوط مستمرة ، ولكنها لا تشكل عائق اليوم أمام طهران ، لأسباب جغرافية ، وعسكرية وأمنية استخبارية ،ناهيك عن سياسة المسيرات ومحور المقاومة الممتدد على مساحة واسعة من الجغرافيا .

وكانت قد أعلنت طهران منذ العام الحالي والذي هو حافل بالتفكيك عن عدة شبكات ذات أهداف متنوعة ومختلفة ، منها في الثالث والعشرين من تموز أعلنت وزارة الاستخبارات الايرانية عن تفكيك عملاء تابعة للموساد ودخلت البلاد من اقليم كردستان العراق ، وكانت تحضر لعملية استهداف مراكز ، وأيضا في الثالث عشر من الشهر الجاري اعلنت وزارة الامن الايراني القبض على شبكة ارهابية في محافظة اذربيجان الغربية دخلت ايران أيضا من اقليم كردستان، وفي السادس في الشهر الجاري اعلنت استخبارات الحرس الثوري عن اعتقال دبلوماسيين لقيامهم بأعمال تجسس وتصوير مناطق محظورة في محافظة كرمان ، أيضا تم اعتقال خلية للموساد التي خططت لاغتيال العلماء في محافظة بلوسشتان جنوب شرق ايران ، في الوقت عينه شهدت اعتقال ثلاث جواسيس للموساد ايضا ناهيك عن كثر لم نعلن عنهم ، إذا هذة العناوين الحافلة بالانتصارات الايرانية تسجل اليوم ابرز نقاط فوزها بالأهداف العسكرية والميدانية في حرب الظل مع تل ابيب التي دكت معاقل أسيادهم وهذا يضاف إلى سجل الجمهوية الاسلامية الايرانية انتصار تاريخي .

كاتبة سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى