استهداف ممنهج للبنايات السكنية شمال غزة، والمنظومة الصحية على وشك الانهيار وسط تحذيرات من نزوح جديد

كثّف الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية من استهدافه للعمارات السكنية شمال قطاع غزة، في محاولة واضحة لدفع السكان إلى النزوح القسري مجددًا نحو جنوب القطاع، وهو ما تسبب في حالة من الذعر والرعب بين المدنيين، خاصة في ظل غياب الملاجئ أو أماكن آمنة تحميهم من الغارات المتواصلة.

وتستهدف طائرات الاحتلال بشكل متعمد الأبراج السكنية المرتفعة، لا سيما تلك التي تتجاوز خمسة طوابق، ما أدى إلى تدمير عشرات المباني والمنازل المجاورة، وتفاقم معاناة العائلات التي كانت قد عادت لتوها من نزوح طويل ومرهق، لتجد نفسها مرة أخرى بلا مأوى.

استهداف متكرر ومتزامن

قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن “الاحتلال دمر أكثر من 70 منزلًا خلال الساعات الماضية في شمال القطاع”، مؤكدًا أن “الاستهداف المتعمد للأبراج السكنية يتسبب في تشريد مئات العائلات الفلسطينية التي كانت تأمل في استعادة حياة طبيعية بعد شهور من النزوح”.

وأوضح أن “الطائرات الإسرائيلية ركزت خلال الفترة الأخيرة على قصف البنايات المرتفعة، ما تسبب في انهيارها بشكل كامل، إلى جانب تدمير منازل مجاورة، الأمر الذي يهدد بوقوع كارثة إنسانية متجددة شمال القطاع”.

وفي مشهد آخر من التصعيد، استهدفت طائرات الاحتلال عددًا من الأبراج في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، ما أدى إلى دمار واسع، فيما تم توجيه تهديدات مباشرة بهدم المزيد من المباني في المنطقة.

خروج المستشفيات عن الخدمة

وفي ظل هذه الهجمة الشرسة، باتت المنظومة الصحية في شمال القطاع شبه معطلة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إن “مستشفى الإندونيسي خرج عن الخدمة، ومستشفى العودة يتعرض لحصار خانق من قبل قوات الاحتلال”، محذرًا من كارثة صحية وشيكة.

وأوضح الدقران أن “الوضع الصحي بات على شفا الانهيار، حيث تقدم المستشفيات خدماتها بأدنى مستوى ممكن، ولم تعد قادرة على إجراء أي عمليات جراحية، مما يضطرنا لنقل الجرحى إلى مناطق أخرى في وسط القطاع”.

وأشار إلى أن “المنظومة الصحية لن تصمد أكثر من أسبوعين في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية”، مطالبًا بضرورة التحرك العاجل لإدخال مساعدات طبية وإنسانية إلى قطاع غزة.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

مع تصاعد الغارات واستمرار استهداف البنية التحتية والمرافق الصحية، تلوح في الأفق بوادر موجة نزوح جديدة من شمال القطاع، في ظل أوضاع إنسانية وصحية غاية في الخطورة، ووسط مخاوف من أن تتحول غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش.